هزيمة دبلوماسية لنتنياهو - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 2:58 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هزيمة دبلوماسية لنتنياهو

نشر فى : الثلاثاء 18 أكتوبر 2016 - 8:55 م | آخر تحديث : الثلاثاء 18 أكتوبر 2016 - 8:55 م
شكل قرار اللجنة الإدارية فى اليونيسكو بشأن المدينة القديمة فى القدس، هزيمة دبلوماسية مؤلمة للسياسة الخارجية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. ففى الأشهر الأخيرة تحدث نتنياهو أمام صحفيين ووزراء فى الحكومة عن تحسن وضع إسرائيل الدولى، وأن العالم ضجر من المشكلة الفلسطينية، وأن قوة إسرائيل العسكرية والاقتصادية تجذب نحوها الدول العربية المحافظة التى تتخوف مثلها من إيران ومن الإسلام الراديكالى، وأن لدى إسرائيل بديلا عن الدعم الأمريكى يتمثل فى قوى عظمى صاعدة مثل روسيا والصين والهند. ومنذ وقت قريب أكد نتنياهو أن «الأغلبية التلقائية» التى تدعم الفلسطينيين فى الأمم المتحدة ستتلاشى، موحيا بأن إسرائيل حصلت على إذن عام بمواصلة الاحتلال والاستيطان، وأن فى إمكان الفلسطينيين أن يذهبوا إلى الجحيم.

فى هذه اللحظة جاء التصويت فى اليونيسكو على قرار حدد جبل الهيكل [الحرم القدسى الشريف] ومحيطه وفق الرواية الإسلامية، وذكر الإسرائيليين بأنه حتى حائط المبكى هو أرض محتلة وفقا للقانون الدولى. وللمزيد من الإهانة فقد أطلق على منطقة حائط المبكى «حائط البراق» بعد أن وضع الاسم العربى بين مزدوجين. وأيد القرار أصدقاء نتنياهو الجدد بدءا بمصر، وروسيا، والصين، وتشاد التى تقربت من إسرائيل، وفيتنام التى تشترى الكثير من السلاح الإسرائيلى. أما اليونان التى يتباهى نتنياهو بتحسن التحالف معها، فقد امتنعت عن التصويت مثلها مثل الهند. ولكن ما الدول التى عارضت القرار؟ إنهم الأصدقاء القدامى لإسرائيل، الولايات المتحدة بزعامة أوباما، وبريطانيا وألمانيا. يبدو أن العالم لم يتغير، ربما يجرى استقبال إسرائيل وراء الكواليس والاتصال معها من خلال قنوات سرية، لكن عندما تشعل الأضواء فإن الشرعية تمنح للفلسطينيين، والأصدقاء القدامى لإسرائيل هم الذين يقدمون لها الدعم على الرغم من رفض نتنياهو مساعيهم من أجل التوصل إلى حل سياسى.

فى اليوم التالى لتصويت اليونيسكو أجرى مجلس الأمن نقاشا بشأن المستوطنات. قاطعت إسرائيل الجلسة كى لا تسمع الحقيقة العارية وهى أن المستوطنات تدمر فرص التسوية وتؤدى إلى الدولة الواحدة. وفى الواقع تتردد إدارة أوباما فى ما إذا كان عليها إنهاء ولايتها بقرار من مجلس الأمن يتضمن هذه الرسالة أم لا.

يسخر نتنياهو من الدبلوماسيين المحترفين، قائلا: إنه لا حاجة له بهم طالما هو موجود (وفق ما قاله لمراسل «هآرتس» باراك رابيد يوم الجمعة الماضى).

يتضح اليوم عدم وجود غطاء لهذه الغطرسة، فقد انهارت نظرية نتنياهو، وأصبح مكشوفا أمام المجتمع الدولى الذى يعارض سياسته فى الضم، فيما الدعم الأميركى وحده هو الذى يحمى إسرائيل من أن تتخذ ضدها خطوات أكثر حدة بكثير.

فى نهاية الأسبوع الماضى عمل نتنياهو على توظيف الهزيمة فى اليونيسكو فى خدمة حاجات داخلية من نوع «العالم كله ضدنا». لكن هذا لا قيمة له. من أجل تحسين مكانة إسرائيل الدولية هناك ثمن واضح وثابت: القيام بخطوات عملية من أجل إبداء مرونة فى موضوع الاحتلال، ومفاوضات جدية من أجل قيام فلسطين. كل ما عدا ذلك هو من قبيل ذر الرماد فى العيون من جانب رئيس الحكومة.

افتتاحية هآرتس
التعليقات