دفاعًا عن اللواء الفنجرى - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 3:13 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دفاعًا عن اللواء الفنجرى

نشر فى : الإثنين 18 يوليه 2011 - 9:15 ص | آخر تحديث : الإثنين 18 يوليه 2011 - 9:15 ص

 لم أشعر للحظة واحدة أن نبرة التهديد التى تضمنها خطاب اللواء محسن الفنجرى تخصّنى، ولا أن سبابته التى رفعها عدة مرات مصوّبة إلى وجهى.

لم تخفنى قسمات وجهه الصلب وعباراته القوية الموجزة، لكنها ــ مثل كثيرين ــ طمأنتنى.

طوال الأسبوع الماضى كان خطاب اللواء الفنجرى تعقيبا على أحداث جمعة الغضب الثانية، مادة لكتابات وتحليلات فى الصحف والفضائيات، فضلا عن تعليقات على فيس بوك وتويتر، كثير منها بذىء ومنحط، وهو جزء من حصاد حقبة مبارك الكارثية، التى شهدت أسوأ عملية تجريف أخلاقى فى تاريخ المصريين.

بعض الفذلكات تحدثت عن البون الشاسع بين المزاج المدنى الذى يهوى الجدل والنقاش، ويميل إلى الفهم والاقتناع قبل الشروع فى التنفيذ، والمزاج العسكرى القائم على الأمر والطاعة.

وقد كان مؤسفا أن المزاج العسكرى هو الذى بادر إلى الاستماع لكافة الأطياف والتحاور مع كل التيارات، والتقى شباب الثورة وشيوخ الأحزاب ورموز القوى الوطنية ومرشحى الرئاسة، وأجرى أول استفتاء حر عرفناه منذ الاستقلال.

أما المزاج المدنى فقد انقلب فورا على نتائج الاستفتاء، وأغرقنا فى جدل سقيم حول الدستور أم الانتخابات أولا، وناقض نجومه الفضائيين ــ نسبة إلى الفضائيات ــ كل ما سبق لهم قوله عن حرية الإنسان فى الاختيار ومزايا الديمقراطية وضرورة الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وانطلقوا فى حملات تخوين مريعة، وعمليات إقصاء مفزعة، دون تقدير للظرف الدقيق الذى تمر به البلاد.

ويدهشك أكثر، أن هؤلاء الملوحين بخطورة المزاج العسكرى، هم من يطالبون العسكر بالاستمرار فى الحكم لفترة أطول، وبمد المرحلة الانتقالية وتأجيل الانتخابات، فى الوقت الذى يصر فيه المجلس العسكرى على مدنية الدولة، وتسليم البلد للمدنيين فى أقرب وقت.

أعود لتصريحات اللواء الفنجرى لأقول إننى كنت أتصور أن يهب الثوار فى ميادين مصر لدعمها، لأنه لا علاقة للثورة والثوار بإغلاق مجمع التحرير واقتحام مجلس الوزراء وتعطيل البورصة وتهديد الملاحة فى قناة السويس.

لا علاقة للثورة والثوار بقطع الطرق والهجوم على أقسام الشرطة وتعذيب المواطنين فى ميدان التحرير، وربط أحدهم عاريا بالحبال فى جذع نخلة بوسط الميدان، بزعم أنه بلطجى.

لا علاقة للثورة بكتائب الشهداء التى أعلن عنها بعضهم على الفيس بوك، والتى تستهدف «الثأر من قتلة الثوار والتمثيل بجثثهم، وملاحقة المتهمين وذويهم وترويعهم ونشر مقاطع من عمليات التمثيل بالجثث على «اليوتيوب» كى يكونوا عبرة لغيرهم»، بحسب بيان كتائب الشهداء.

هذه ليست ثورة، وهؤلاء ليسوا ثوارا.

ثورتنا سلمية، هدفها القصاص من الطغاة والمستبدين والفاسدين لا التمثيل بجثثهم، وهى لن تحقق ذلك بنزعة انتقامية أو إجرامية، ولا بالالتفاف على القانون وتجاوزه إلى شريعة الغاب.

أضم صوتى إلى كل الثوار الشرفاء المطالبين بسرعة القصاص من قتلة الشهداء وعلانية المحاكمات وتخصيص دوائر لمحاكمتهم بالقانون، ومحاكمة رموز النظام السابق على جرمهم السياسى والأخلاقى، وليس فقط على سرقتهم فلوسنا.

واحذّر من الوقوع فى شراك فلول الوطنى وعملاء التمويلات الأجنبية والصهاينة، المندسين وسط الثوار، والذين سيواصلون محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب لإحداث فوضى شاملة، استغلالا

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات