ليسوا كفارًا ولا منافقين يا شيخ - نادر بكار - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 4:35 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ليسوا كفارًا ولا منافقين يا شيخ

نشر فى : الثلاثاء 18 يونيو 2013 - 12:50 م | آخر تحديث : الثلاثاء 18 يونيو 2013 - 12:50 م

كعادته يُسارع فى اتهام الناس دون بينة ٍ! كعادته يعتمد على أخبارٍ مرسلة دون تثبت ! كعادته يعمم الأحكام على الخلق دون تورع !

 

لا تنتظر من أحدٍ حلما وهو يرى شيب الرءوس أسرع الناس فى طيش ٍسيفتك بالوطن؛ لا تنتظر من أحد ٍرفقا وهو يرى أهل السنة أقسى الناس وأغلظهم على مخالفهم؛ لا تنتظر من أحدٍ أن يعذرك فى نيتك وقد اتهمت نوايا الملايين وأصدرت عليهم حكمك الجائر بالنفاق ونسيت أو تناسيت قول ربك وربهم: «من ذا الذى يتألى على أنى لن أغفر لفلان؟ قد غفرت له وأحبطت عملك».

 

لو جاز لأحدٍ أن يُعذَر فى الحكم على النوايا وخبايا الصدور أيها الشيخ الجليل لكان أسامة بن زيد يوم أن تمكن من خصمه وأسقط السيف من يده وهم بإغماد سيفه فى قلبه ليجزيه وفاق ما صنع من قتلٍ وجرح ٍفى المسلمين... فقال الرجل وقتها ــ كما تحفظ ويحفظ الكثيرون ــ لا إله إلا الله؛ فلم يتردد أُسامة فى قتله طبعا لأن تحايل الرجل بكلمة ٍيقولها للفرار من الموت كان واضحا جليا.. فهل وافق على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أم عنَّف أسامة يومئذٍ أعظم تعنيف بترداده: «أقتلته بعد أن قالها ؟....وما تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟» حتى أدرك أسامة ُفداحة ما ارتكب.

 

لا أقول لك إنى أريد سقوط الرئيس أو أرضى للشرعية التى اتفق عليها كل المصريين أن يُقض بنيانها؛ لكنى فى الوقت نفسه لا أجسر على أن أصف من سينزل يوم ٣٠ يونيو مسالما بالنفاق أو الكفر لمجرد أنه معترض ٌعلى سياساتٍ فاشلة حتى لو كان صاحبها الرئيس المتدين صاحب الخلق حافظ القرآن.

 

نعم هناك أعداد ٌلا يستهان بها ترفض الإسلام نفسه وتصرح بذلك ستنزل فى نفس اليوم؛ لكن أنتم من جعل لهم شأنا ووزنا بعدما صارت الشريعة مبتذلة من أول «الصرف الصحى الإسلامى» وحتى «استاد القاهرة».... لا أبرر لهم ذلك قطعا لكنى أقول إن هناك أضعاف هؤلاء ممن يصلى بالمسجد ويحافظ على طاعاتٍ مختلفة وهو فى نفس الوقت معترضٌ على سياسات الرئيس؛ ما العجيب فى ذلك ؟

 

وبالمناسبة أستبق من سيقول لى دع العلمانيين يفرحون بحديثك ويطيرون به فى الآفاق لأقول له: لا ضير...طالما كان الكلام فى نفسه يحمل حقا؛ اشغل نفسك بالانجازات ودعها تتحدث عنك بدلا من استدعاء حديث شماتة العلمانيين ووحدة الصف كحق ٍ تريد به التغطية على الفشل والعناد...دُلنى بالله عليك عن كُتيب ٍيتحدث عن انجازات أردوغان فى عشر سنوات قضاها؛ انجازات الرجل تتحدث عن نفسها وتُخرس كل معارضيه.

 

لن أهتم هذه المرة بتحديد الشخصية التى أعنيها..... فلقد سئمت انشغال الناس بالجدل حول الأسماء بين تأييدها بتعصب ٍأو مهاجمتها بغير ترو ٍ...فقط ما يعنينى أن تصل رسالتى إلى مسعرى الفتنة لعل أحدهم أن يستدرك قبل فوات الأوان.