صورة من «بلاد برّه» - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 8:36 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صورة من «بلاد برّه»

نشر فى : الإثنين 18 يونيو 2012 - 8:25 ص | آخر تحديث : الإثنين 18 يونيو 2012 - 8:25 ص

أكتب هذا المقال قبل ساعات من نهاية الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.. وحتى الآن، فإن الخروقات على الجانبين تم رصدها، بدءا من الحبر الطيّار واختراق الصمت الانتخابى وظهور البطاقة الدوّارة، حتى الاشتباكات بين أنصار المرشحين على أبواب اللجان، وربما كان التجاوز الأكبر، هو ما أبلغت عنه لجنة الانتخابات الرئاسية وأعلنته غرفة العمليات المركزية لنادى القضاة أمس، حيث تم ضبط «800 ألف بطاقة مسوّدة لصالح مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسى، وهى بطاقات تمت طباعتها فى المطابع الأميرية وتسويدها بالقلم الجاف»، ومازال التحقيق جاريا لاكتشاف الضالعون فى تلك العملية.

 

وبنهاية اليوم، سيبدأ الإعلان تباعا عن نتائج الفرز فى اللجان الفرعية، وسيكون بالإمكان التنبؤ ــ وفق المؤشرات الأولية ــ بشخص رئيس مصر القادم، فى أول انتخابات حقيقية تجرى على هذا المنصب الرفيع، التى ستعلن نتائجها الرسمية الخميس المقبل.

 

ربما كان ما يشغل بال معسكرى المتنافسين هو فوز مرشحهم، أما ما يشغل بال عموم الناس، فهو ما سيصبح عليه حالهم بعد هذا الماراثون الطويل، وبعد عشرات الوعود التى سمعوها من الطرفين، والبرامج والمشروعات التى قال كل مرشح إنه قادر على تنفيذها، ومئات الملايين من الدولارات التى قال إنها بانتظارنا فى حالة فوزه، والتى حتما ستغير حياة الناس إلى الأفضل.

 

بعد معاناة لأكثر من عام ونصف العام عاشها المصريون على أعصابهم، وهم يتابعون «المكلمة الكبرى» التى تم نصبها فى الفضائيات المتكاثرة كأعشاش النمل، وبرامج التوك شو التى زادت حيرة الناس وبلبلت أفكارهم، فإن الناس يعرفون أن كلام الانتخابات مثل كلام الليل «مدهون بزبدة»، ويعرفون أيضا أن بانتظارهم سنوات أخرى صعبة، وأن أحلامهم فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية،لن تتحقق بين يوم وليلة، وهم مستعدون لتحمل هذه الصعاب بشرط أن يروا بارقة أمل، بادرة تغيير فى الاتجاه الصحيح، نظاما جديدا يتشكل، يحترم الإنسان الفرد ويقدس حرياته فى التعبير والاعتقاد والعمل، ويسعى لتلبية حاجاته الأساسية فى المأكل والملبس والمسكن والصحة والتعليم، نظاما يرى مصر لجميع أبنائها، ولا يفرق بينهم بسبب دين أو نفوذ أو ثروة، نظاما يعلى قيم العمل والكفاءة والجدارة، بديلا عن الفهلوة والحداقة والرشوة وتفتيح المخ.

 

هذا ما يريده المصريون من رئيسهم الذى سيعرفونه بعد ساعات قليلة، فإن فعلها ساروا خلفه حتى لو كانت أصواتهم ذهبت لمنافسه، وإن لم يفعل، فأدعوه لتذكر مشهد الرئيس السابق وما آل إليه حاله.

 

يطمح الناس فى هذه الصورة الحضارية التى طالعوها فى انتخابات «بلاد بره»، حيث يصافح المرشح المهزوم المرشح الفائز ويتمنى له النجاح، لأنهما منذ البداية يتنافسان على خدمة بلدهما الذى يريدان له الأفضل، ولأنهما منذ البداية يحترمان إرادة الناس واختياراتهم.

 

هل سنرى صورة شبيهة عندنا؟ أتمنى.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات