إعلام فى أزمة - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 7:52 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إعلام فى أزمة

نشر فى : الإثنين 18 مايو 2015 - 9:15 ص | آخر تحديث : الإثنين 18 مايو 2015 - 9:15 ص

بالأمس، قال المهندس نجيب ساويرس مالك محطة «أون تى فى» فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، إنه لم يتلق أى تعليمات من أى جهة سيادية أو غير سيادية لوقف برنامج ريم ماجد «جمع مؤنث سالم» الذى أذيعت منه حلقتان من قبل، وأكد أن سبب إيقاف البرنامج أنه «ماجبش إعلان واحد منذ التنويه عنه».

ساويرس أشار إلى برامج أخرى تم إيقافها لنفس السبب دون أن تثير مثل هذه الضجة، منها برنامج للإعلامى نصر القفاص وآخر للسياسى باسل عادل، وأكد أن أى برنامج لا يحقق عوائد إعلانية سيتم إيقافه على الفور بسبب الأزمة المالية التى تعانيها المحطة.

كما نفى ساويرس بشكل قاطع ما ادعته ريم ماجد فى مداخلتها مع محمود سعد مساء الجمعة، من أن مسئولا بالقناة أبلغها أن جهة سيادية طلبت وقف البرنامج ...» الناس فاضية وقاعدة تكتب الجهات السيادية تمنع البرامج وهى بريئة من ذلك، ويقال كلام على خلاف الحقيقة تماما، وفضلت الصمت طوال الفترة الماضية احتراما وتقديرا ولم أعلق، لكن ترديد مثل هذا الكلام له توابع خطيرة، وأنا أرفض الادعاءات وبكرة المية تكدب الغطّاس».

طبعا كلام ساويرس لن يعجب النشطاء وهتيفة «يسقط يسقط» من أصدقاء ريم، وسيصرون على أن ضغوطا مورست ضد القناة وصاحبها لوقف البرنامج.

أميل إلى تصديق ساويرس لسببين، أولهما إدراكى للأزمة المالية الخانقة التى تعانيها العديد من الفضائيات والصحف، والتى تدفعها إلى اتخاذ إجراءات مالية صارمة لضمان الاستمرار، ومنها الاستغناء عن عاملين أوتخفيض رواتب أوتقليص موازنات برامج ... إلخ، وثانيهما أن ساويرس ليس سياسيا لعوبا، لا يجيد تنميق الكلام وتحريف دروبه، هو أبسط كثيرا ، يعنى «هليهلى»، وفى كثير من الأحداث كانت آراؤه صادمة لأنها عرّت الحقائق ــ من وجهة نظره طبعا ــ دون تزويق.

ومع ذلك فإن لى عتابا عليه وعلى المسئولين فى القناة...

إذا كان فى نيتكم وقف برنامج أو تأجيله، فما الذى يمنع أن تتحدثوا إلى القائمين عليه قبل اتخاذ القرار وتبلغوهم بوضوح بالأسباب الحقيقية للمنع أو التأجيل، وأن تعلنوا ذلك لجمهوركم من المشاهدين منعا للتأويل والاستنتاج والمتاجرة بالمواقف.

لماذا انتظرت القناة حتى أطلّت المذيعة فى مداخلة على الهواء، تعلن أنها منعت من الظهور بأوامر من جهات سيادية، ثم صدر بيان من القناة يكذّب ما قالته المذيعة على الهواء، ثم يظهر مالك القناة بعد ثلاثة أيام من الحدث ليعلن أن أحدا لم يضغط عليه وأنه لا يقبل الضغوط وأن كل ما كتب حول هذا الموضوع «كلام فارغ».

ألم يكن أجدى لو أن القناة سلكت الطريق الأكثر استقامة وشفافية فتبعد عن نفسها الشبهات، وترحمنا من كل هذا العك والمزايدة والهرتلة على فيسبوك وتويتر؟

بعيدا عن هذه القضية، ينبغى أن ننتبه إلى أن الإعلام فى مجمله ليس على ما يرام، والأمر لا يجوز حصره بين مؤيدى النظام ومعارضيه، «الهيكل» كله يعانى خللا فادحا، وفى بيئة مثل تلك، لن ترى إلا تشكيك وإحباط ولغو فارغ.

مرة أخرى.. إعلاما للبناء والتنمية مازال حلما بعيد المنال.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات