الإنقاذ يبدأ في الملعب - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 1:19 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإنقاذ يبدأ في الملعب

نشر فى : الإثنين 18 مارس 2024 - 6:50 م | آخر تحديث : الإثنين 18 مارس 2024 - 6:50 م

** تلقيت اتصالًا من الصديق العزيز الدكتور أدهم عهدى، أستاذ الجهاز الهضمى والمناظير، بعد تأثره الشديد شأن ملايين المصريين لمشهد سقوط النجم أحمد رفعت، وكان الهدف من الاتصال هو ضرورة حصول دورة أو كورس للأجهزة الطبية العاملة أو لرجال الإسعاف بشأن التعامل مع حالات الإغماء المفاجئ بشكل عام أو فى حالات سقوط لاعبين فجأة بالملعب. والكورس هو:Basic life support. Advanced life support.
** بعد اتصال دكتور أدهم عهدى رجعت إلى أوراقى وإلى قصة لاعب منتخب الدنمارك كريستان إريكسون وكيف تم إنقاذ حياته فى الملعب؟
** صناعة كرة القدم مكوناتها بها مئات التفاصيل، وبعضها مكلف جدًا وباهظ الثمن، وبعضها يستحق تكلفته، لأن الثمن قد يكون صحة لاعب أو حياة لاعب. وهو أمر لا يجب، ولا يجوز التعامل معه بالتكلفة، أو بأنه من الاحتمالات الضئيلة جدًا، وتقول الدراسات الطبية إن ما حدث لإريكسون هو بنسبة 1 إلى 50 ألفًا فى ملاعب كرة القدم والرياضة عمومًا. لكن ما هو ضرورى أن يكون هناك «كورس طبى متخصص» للفرق الطبية العاملة مع الأندية والمنتخبات، مدته أسبوعان وخاص بعملية إنقاذ حياة اللاعبين فى الملعب، وكيفية إدخال أنبوب تنفس للحنجرة لإدخال الهواء عند بلع اللسان أو الإغماء أو عند توقف القلب باستخدام جهاز الصدمات الكهربائية فى الملعب وبأقصى سرعة، فحسب الدراسات الطبية كل تأخير فى الإنقاذ والتدخل الطبى المباشر يؤثر على تعافى اللاعب.
** ما حدث لأحمد رفعت من الناحية الطبية هو من اختصاص الأطباء المعالجين، وربما تختلف الحالة عن ما جرى لإريكسون، لكن عندما سقط اللاعب الدنماركى فى مباراة الدنمارك وفنلندا فى بطولة الأمم الأوروبية فى يونيو 2021، تدخل الفريق الطبى بسرعة، ولم يسمح لسياراة الإسعاف بحمله إلى مستشفى، لأن إنقاذ حياة إريكسون بدأ فى الملعب بواسطة كابتن الفريق أولًا، الذى حصل على كورس كيفية إنقاذ لاعب فى حالات طارئة، بواسطة أطباء متخصصين، ثم كان التدخل الطبى سريعًا للغاية، وقد حصل الفريق الطبى لمنتخب الدنمارك وسيمونى كاير كابتن المنتخب على جوائز من فيفا والاتحاد الأوروبى لدورهما فى إنقاذ إريكسون.
** سقط إريكسون (29 عامًا) مغشيًا عليه فى أرض الملعب مع اقتراب نهاية الشوط الأول، وقام الفريق الطبى بعمل صدمات كهربائية للقلب الذى توقف. وقال يومها طبيب الفريق مارتن بوزين: «لقد فقدناه وقمنا بإنعاش القلب.. لقد أعدناه بعد صدمة كهربائية واحدة.. لذا كان الأمر سريعًا».
** وقال طبيب القلب الرياضى سانجاى شارما، رئيس لجنة خبراء أمراض القلب فى الاتحاد الإنجليزى، إن تدخل الفريق الطبى بسرعة فى الملعب ساعد فى إنقاذ حياة إريكسون، وما رأيناه هو أن شابًا انهار، وكانت هناك رعاية طبية سريعة وخبيرة للغاية، فى غضون ثوانٍ كانوا على أرض الملعب ومقابل كل دقيقة تضيع، هناك انخفاض بنسبة 7 بالمئة فى احتمال البقاء على قيد الحياة. لذلك بدأ الفريق الطبى بالإنعاش القلبى الرئوى على الفور». وأكد دكتور سانجاى شارما أنه من المهم التأكيد على أن هذه الأشياء نادرة.
** وكان طبيب منتخب الدنمارك بوزين، قد أعلن بعد نقل إريكسون إلى المستشفى للعلاج والفحوصات، أنه «ما من تفسير حتى الآن لما حصل. فيما أكد بييرو فولبى، طبيب نادى إنتر ميلان، الذى لعب له إريكسون لم يعانِ أبدًا من أى انتكاسة ألمحت إلى وجود مشاكل، لا أخيرًا ولا فى السابق، لا عندما كان فى توتنهام ولا فى إنتر.. فى إيطاليا، الضوابط صارمة للغاية».
** فى دراسة بجامعة هارفرد أنقل منها معلومات طبية دون إضافات، وكان ذلك بعد واقعة إريكسون: «جاء أن هذا العارض الصحى ينتج عن توقف عضلة القلب فجأة عن الضخ. وعند حدوثه، من الضرورى إعادة نبض القلب بأسرع ما يمكن، قبل إجراء أى تشخيص للحالة الصحية يعد توقف القلب أمرًا نادر الحدوث عند ممارسة الرياضة، لكن قد تكون هناك إشارات تحذيرية، ومنها أعراض محتملة لمشاكل فى القلب. ويحدث توقف القلب فى معظم الأحيان عندما تنقبض حجرتا القلب السفليتان (البطينان) بسرعة كبيرة، من دون الحصول على وقت كافٍ للاسترخاء بين النبضات، ما يؤدى إلى عدم امتلائهما بالدم الكافى.
ويمكن أن يتوقف القلب فى بعض الأحيان عندما تنقبض حجرتا القلب العلويتان (الأذينان) بسرعة كبيرة جدًا، لضخ الدم بكفاءة.
** هناك حالات طبية مختلفة لنفس الإصابة ويعلمها الأساتذة أطباء القلب، ففى شهر نوفمبر 2023 سقط المهاجم الهولندى باس دوست، لاعب فريق نيميجن، فاقدًا الوعى بسبب معاناته من التهاب فى عضلة القلب، وهو ما تسبب فى انهياره المفاجئ فى مباراة فريقه ألكمار فى الدورى، وتم إنعاشه وإنقاذه بالملعب.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.