مشروع مهم جدًا - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 8:10 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مشروع مهم جدًا

نشر فى : الإثنين 17 نوفمبر 2014 - 8:50 ص | آخر تحديث : الإثنين 17 نوفمبر 2014 - 8:50 ص

أعلن وزير التنمية المحلية عادل لبيب أمس الأول، البدء فى إجراءات الشركة القابضة لتشغيل الشباب «أيادى»، لتبدأ عملها نهاية الشهر المقبل، وستعمل هذه الشركة على توفير نصف مليون فرصة عمل سنويا فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى جميع المجالات.

لا أعرف إن كان لهذه الشركة علاقة بمؤسسة تشغيل الشباب التى طالب الرئيس السيسى بتأسيسها عقب لقائه بشباب المبدعين فى الأسبوع الماضى أم لا، لكننى أعرف أن هذه خطوة مهمة للغاية، لا تقل أهمية عن المشروعات الاستراتيجية الكبرى التى أعلن عنها الرئيس السيسى فى بداية ولايته: تنمية القناة واستصلاح مليون فدان ومثلث التعدين وشبكة الطرق، بل إنه أكثر أهمية على المستوى القصير والمتوسط، ليس فقط من زاوية الاستفادة من طاقات الشباب وتشغيلهم والمردود الاقتصادى لعملهم، إنما ــ وهذا هو الأهم ــ بث الأمل فى نفوس ملايين من الخريجين الذين تكسرت أحلامهم على صخرة البطالة القاسية، وإدخال الفرحة إلى قلوب أهاليهم الذين ذاقوا الأمرين ليتعلم أبناؤهم، وانتظروا بفارغ صبر تلك اللحظة.

لو كان هذا المشروع هو ما طالب به الرئيس السيسى، فإن رأسماله المبدئى عشرة مليارات جنيه حسبما أعلن وقتها، وإن كان غيره، فالأرجح أن يعلن عن رأسماله مع انتهاء إجراءات التأسيس.

فى كل الأحوال، هذه الشركة ينبغى أن تبدأ عملها برؤية لا مجال فيها للعشوائية والارتجال، وأن يخضع عملها لأقصى درجات الشفافية والنزاهة، وأن تراقب أنشطتها بدقة، ليس فقط من خلال أجهزة الدولة المسئولة عن مراقبة أنشطة الشركات من هذا النوع كالجهاز المركزى للمحاسبات والرقابة الإدارية وغيرها، إنما أيضا من خلال وسائل الإعلام المختلفة، فهذه الشركة سيكون لها فروع فى المحافظات، تحدد مجالات العمل وتفحص مؤهلات وقدرات الراغبين فيه، لتوزعهم وفقاً لها، بما يسمح بالاستفادة القصوى من هذه القدرات.

وأتصور أن نجاح هذه الشركة ــ المهمة جدا برأيى ــ يحتاج إلى جانب المراقبة والشفافية إلى ثلاثة مقومات: أولها أن تكون المشروعات التى يتم تشغيل الشباب فيها «حقيقية»، وضع تحت كلمة حقيقية مائة خط، فنحن وإن كنا نثمن البعد الاجتماعى لتشغيل العاطلين، فإننا يجب ألا نسمح بإضافة ملايين آخرين إلى طابور البطالة المقنعة، وألا نسمح بتكرار الخطأ ذاته الذى أثقل كاهل جهاز الدولة بسبعة ملايين موظف تلتهم رواتبهم ثلث الموازنة، دون أن يمثل عملهم إضافة حقيقية لمواردها.

ويرتبط بالملاحظة السابقة ضرورة أخرى، هى أن يتم تقييم مشروعات تشغيل الشباب اقتصاديا، أى بحساب العوائد والتكلفة، وأن يتم تصويب الأخطاء باستمرار أو تغيير النشاط إذا لم يحقق النجاح المتوقع، مع توفير فرص مستمرة للتدريب وإكساب الشباب مهارات جديدة، وأتصور أن ارتباط مجالات العمل بالبيئة أمر لا يحتاج إلى تأكيد، فالمشروعات التى تحتاج إليها أسوان والأقصر والغردقة، تختلف بالضرورة عن تلك التى يمكن أن تنجح فى كفر الشيخ وبنها والمنوفية.

وأتمنى مخلصا ألا يكون للمحليات ــ وما أدراك ما المحليات ــ أى دور فى عمل هذه الشركة.

بمناسبة المراقبة، لا بد أن يراجع إعلامنا أداءه وأولوياته، فإعلام «عضة الكلب» مضى زمنه، وإفراد مساحات لعنتيل الغربية وذئب صفط اللبن ومتحرش شبرا النملة، لا يبرر تجاهل المتابعة الميدانية لمشروعات الدولة الكبرى بهدف تقويمها وتصويب أدائها وإطلاع الرأى العام وصانع القرار على حقيقة ما يجرى فيها، هذا دور مهم، أهم بكثير من الجدل السقيم حول أنصار 25 يناير وأشياع 30 يونيو، واستنفاد الجهد والطاقة فى اشتغالات بائسة عن الفلول والإسلامجية والثورجية.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات