فى انتظار الحماقة الكبرى - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 5:42 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى انتظار الحماقة الكبرى

نشر فى : الإثنين 17 مارس 2014 - 5:35 ص | آخر تحديث : الإثنين 17 مارس 2014 - 5:35 ص

يمثل حادث الهجوم على نقطة الشرطة العسكرية فى مسطرد فجر أمس، والذى راح ضحيته 6 من المجندين، وقبله الاعتداء على أتوبيس تابع للقوات المسلحة صباح الخميس بالأميرية، والذى استشهد فيه مساعد شرطة وأصيب ثلاثة جنود، قفزة نوعية فى تكتيكات الجماعة الإرهابية وحلفائها، إذ لم تعد مركبات الشرطة ومبانيها وضباطها وجنودها هم المستهدفىن فقط، إنما مركبات الجيش وجنوده أيضا.

صحيح أنه جرت من قبل اعتداءات مماثلة، لكنها بقيت فى مسرحها المتوقع على الأطراف، على الحدود فى سيناء أو فى صحراء السويس، لكن العمليتين الأخيرتين، تبعثان برسالة لا تخطئها العين، أن الإرهابيين قرروا توسيع مسرح عملياتهم، واستدراج الجيش لمواجهات داخل المدن.

أرجو أن تلاحظ أن هذه الخطوة سبقتها تحريضات إعلامية وفتاوى تكفيرية على غرار ما قام به مذيع الجزيرة أحمد منصور ومفتى الدوحة يوسف القرضاوى، وكان آخرها ما قاله الداعية السلفى محمد عبدالمقصود، الذى اعتبر قتل جنود الجيش والشرطة جهادا فى سبيل الله.

أرجو أن تلاحظ أيضا أن عمليات التصعيد ضد الجيش تأتى متواكبة مع الإعلان عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، وحسم المشير السيسى موقفه بالترشح، كما أنها تتزامن مع الحصار الخليجى لقطر، بعد افتضاح مؤامراتها ضد السعودية والإمارات والبحرين، ومخططها لتفكيك مجلس التعاون الخليجى وإنشاء بديل إقليمى بمشاركة إيرانية وتركية ورعاية أمريكية.

والحقيقة أن تواصل العمليات الإرهابية واتساع دوائر المستهدفين منها ليس حدثا مفاجئا، وإن كنت تحسن الظن بى وتتابع ما أكتب، فتذّكر أننى توقعت ما هو أسوأ عقب انجاز الدستور، وكلما اقتربنا من استحقاق آخر لخارطة الطريق، وسيكون اقترابنا من الانتخابات الرئاسية مناسبة لمزيد من الإرهاب، مزيد من الحماقات التى لم تتوقف عنها الجماعة وحلفاؤها منذ عزل مرسى، والتى تتصور أنها تقربها من تنفيذ مخططها بالعودة للحكم، والحقيقة أنها تدفع بها نحو هوة سحيقة، وتضع أسوأ نهاية لجماعة أدمنت الكذب والخداع والتآمر.

إياك أن تظن أن مشاغبات طلبة الإخوان بالجامعات ومظاهرات «الجمعة» ومسيرات الحرائر وبيانات تحالف دعم الإرهاب، تأتى خارج المخطط، ولا حتى مبادرات المصالحة ودعوات إدماج الجماعة فى الحياة السياسية، التى تطلقها الجماعة أو محسوبون عليها كى تبدو فى صورة الحمل الوديع، فيما الدولة تصر على إقصائها وعزلها، فإذا تأملتها وجدتها خالية من أى مضمون، وأول شروطها هى عودة «الشرعية»، يعنى عودة مرسى وإخوانه ليحكمونا من جديد.

قتل جنود الجيش والشرطة ومظاهرات المولوتوف وتخريب الجامعات وبيانات تحالف دعم الإرهاب ومقالات كذبة الجماعة فى الصحف، مخطط متكامل، تتنصل الجماعة من الإرهاب لكنها تصنعه على عينيها، وتوفر له غطاء سياسيا ودعما ماليا سخيا.

أما حماقة الإخوان الكبرى، فستكون محاولة اغتيال المشير السيسى، وليس خافيا أنهم حاولوا مرتين على الأقل باءتا بالفشل، لكنهم لن يتوقفوا، سيواصلون إجرامهم، بالاتفاق مع شركائهم فى تركيا وقطر، وسيعلنون فى كل مرة أنه لا صلة لهم بعمليات القتل ولا بالتحريض عليه، فهم جماعة سلمية دعوية ربانية.

أخى «اللى مش إخوان بس متعاطف معاهم»: هل مازلت تصدق هذه الأكاذيب؟

ألم تدرك بعد خطورة هذه الجماعة على الوطن والدين معا؟

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات