وانتهت مرحلة - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 2:36 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وانتهت مرحلة

نشر فى : الجمعة 17 يناير 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 17 يناير 2014 - 8:00 ص

رغم تهديدات ٍلا تتوقف، وتشغيب ممنهج مستمر ؛ وقنوات إعلامية تكذب وتحرض وتشمت وتؤلب، وتُصدر أقزاما يصرخون بالسيئ من القول ليل نهار ؛ وأموال ٍتُغدق على إرهاب وترويع، ودول تتآمر بكل صورة ٍوشكل... وسط كل ذلك كتب المصريون ـ أو غالبيتهم على الأقل ـ على مدار يومى الاستفتاء فصلا جديدا فى تاريخهم، اختاروا فيه انتزاع حقهم بأياديهم، مصممين على النظر إلى الأمام، والصبر على الإصلاح، والاستمساك بوحدتهم وتلاحمهم...وخاب وخسر كل مُرجف ٍ حاقد ٍأو متعصب ٍعنيد ٍلا يرى الحق بغير منظاره.

كما ذكرت من قبل ليس الاستفتاء بنهاية المطاف بل بدايته، ونصوص الدستور التى حفلت بتكريم الإنسان المصرى ورعاية حقوقه وتنظيم واجباته لن تكفى وحدها لتحسين أوضاع متردية، بل تحتاج الأُمة إلى استكمال الطريق بتهيئة حياة ٍبرلمانية مستقرة ٍ؛ تتآزر فيها جهود كل التيارات لتصل إلى إطار ٍزمنى محدد تتحول فيه النصوص الجامدة واقعا حيا يشعر الشعب بأثره.

هذه المرحلة الدقيقة شهدت تجليا للاصطفاف الوطنى بأروع صوره ربما فى لحظة ٍنادرة لم تتكرر منذ اندلاع ثورة يناير إلا قليلا، صحيح أن هذه اللحظة قد عكر صفوها قمع ٌأمنى عالى الجرعة، وتشغيب إخوانى يتراوح بين الإجرام والصبيانية، وعكر صفوها أيضا إصرار الكثيرين على لعب دور الحاشية المتزلفة، يصنعون فرعونا ويبيعون للناس وهما... لكن الاصطفاف الوطنى هذا مازالت صورته مرشحة لتصدر المشهد ولو إلى نهاية الفترة الانتقالية على أقل تقدير كلما زاد حجم التحديات الحقيقية لا المختلقة التى يواجهها شعبنا.

أمنية ٌتشبه التوقع، أو تحليل سياسى ٌيكتسى ثوب أمنية...لا بأس، لكن المهم أن نظل متيقظين أمام محاولات يدٍ حاقدة موتورة تجتذبنا إلى أتون الانقسام والتشرذم انتقاما لسلطانها المسلوب، ويد ٍأخرى لا تعرف إلا الأغلال والقيود تكبل حريتنا وتنتهك آدميتنا تحقيقا لأمن موهوم، ويد ٍثالثة تتسلل لتسرق أقواتنا وتغافلنا لتتاجر بآلامنا.

الاصطفاف الوطنى يعنى أن نلتف حول مصلحة واحدة عامَّة ٍلبلادنا وإن تعارضت مع مصالحنا الشخصية أو الحزبية، لكنها لا تعنى بأى حالٍ من الأحوال نصب محاكم التفتيش عن النيات وما تخفى الصدور، ولا إكراه الناس وإجبارهم على تقبل وضع بعينه متعللين بمصلحة الوطن، ولا تعنى ضرورة الالتفاف حول أشخاص ٍمهما علا قدرهم.

فلتكن كلمتكم سواء إذن... ولتتسع المساحة المشتركة التى جمعتكم على قلب رجل واحد، لتتسع حتى تقبل تنوع الآراء واختلاف وجهات النظر طالما كانت داخل إطار الصورة لم تبرحه... صورة الاصطفاف الوطنى.