البرنامج - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:23 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البرنامج

نشر فى : الخميس 17 يناير 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 17 يناير 2013 - 8:00 ص

من حق الشعب المصرى على أحزابه، الحاكم منها أو المعارض، أن تبذل قدرا أكبر من الجهد لتطوير برنامج انتخابى حقيقى، ليس على غرار «مشروع النهضة» الذى أشارت الشهور الستة الأولى من حكم الرئيس محمد مرسى إلى أنه «محض خيال».

 

وإذا كان حسن حظ باقى مرشحى الانتخابات الرئاسية قد حال دون انكشاف وهم برامجهم الانتخابية، فالحقيقة الواضحة تقول إننا نقترب من الانتخابات البرلمانية دون أن يكون أمام المواطن المصرى برنامج انتخابى عملى يمكن أن يساعده فى حسم اختياره.

 

المطلوب برنامج انتخابى عملى لا يحمل أهدافا من نوعية «تطوير منظومة التعليم من أجل إنتاج خريج قادر على المنافسة فى السوق العالمية» ولا «تطوير الصناعة المصرية حتى تغزو العالم» ولا «استعادة أمجاد الفلاح المصرى». المطلوب برنامج يخاطب الفلاحين فيتحدث عن عودة الدعم الزراعى المباشر لمستلزمات الإنتاج ودعم ماشية الفلاح بالطريقة التى كانت قائمة حتى منتصف ثمانينيات القرن العشرين. وبرنامج يخاطب الأطباء فيتحدث عن مخصصات الأجور والمكافآت فى وزارة الصحة وكيفية إعادة توزيعها بما يضمن حدودا دنيا مقبولة للأجور دون تحميل خزانة الدولة أعباء إضافية. وبرنامج يتحدث عن تشوهات التجارة الداخلية التى جعلت المنتج والمستهلك تحت رحمة التجار و«الكومسيونجية» الذين يشترون كيلو البطاطس من المزارع بحوالى جنيه ليبيعوه للمستهلك بثلاثة جنيهات فلا يحصل الفلاح بعد كد وتعب الشهور إلا على أقل القليل، فى حين يجنى التجار مكاسب هائلة خلال ساعات قليلة.

 

إن برنامجا انتخابيا بهذا الشكل، يمكن أن يفتح بابا واسعا من الأمل أمام الناخبين الذين تحاصرهم الأزمات وتدفعهم فى طريق اليأس والسلبية من جديد. فى الوقت نفسه، فإنه سينقل النقاش السياسى على أرضية جديدة ليتناول المشكلات الحقيقية والحلول العملية لها بعيدا عن الشعارات الجوفاء التى أكدت الأيام والسنون أنها بلا أى قيمة.

 

فالمصريون الذين انقلب الكثيرون منهم على الأحزاب الإسلامية بعد شهور من انتخابها فى انتخابات مجلس الشعب، وعلى الرئيس مرسى بعد شهور من انتخابه للرئاسة، لن يقبلوا بأى وعود انتخابية لا تتحقق، سواء كان صاحب هذه الوعود إسلاميا أو ليبراليا أو يساريا.

التعليقات