شخصية العام .. جيش مصر العظيم - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 8:36 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شخصية العام .. جيش مصر العظيم

نشر فى : الإثنين 16 ديسمبر 2013 - 8:25 ص | آخر تحديث : الإثنين 16 ديسمبر 2013 - 8:25 ص

بلا تردد، أمنح صوتى لجيش مصر العظيم باعتباره شخصية العام.

هذا الجيش هو الذى رفض التوريث وانحاز إلى ثورة الشعب المصرى فى 25 يناير وأجبر مبارك على التنحى، وهو الذى استجاب لهتاف أكثر من 30 مليون مصرى، خرجوا يوم 30 يونيو فى أكبر تجمع بشرى فى التاريخ، رافضين حكم مرسى وجماعته.

هذا الجيش هو الذى يستشهد أبناؤه كل يوم فى سيناء وغيرها، برصاص الغدر والإرهاب، ويضن عليهم الإخوة النشطاء ومناضلو الجمعيات إياها بلقب شهيد، فالشهداء فقط هم من يسقطون فى مظاهراتهم، حتى لو أحرقوا أقسام الشرطة ومنشآت الدولة المدنية والعسكرية وروعوا الآمنين.

هو الذى تصدى ــ ومازال ــ لمخططات جماعات الإرهاب باسم الدين، القتلة الذين أطلق مرسى سراحهم، وغل يد الأمن عنهم، فحولوا سيناء إلى بؤرة لأعمالهم القذرة ومخططاتهم الدموية الدنيئة، ومنحهم «عهد الأمان»، ليكونوا سنده فى مواجهة الشعب والجيش.

هو الذى تحدى قائده عبدالفتاح السيسى أكبر دولة فى العالم، فأفشل مخططها للسيطرة على المنطقة عبر جماعة الإخوان، ومعها تحالف الشر الثلاثى: تركيا، قطر، حماس، وأعلن بحسم أن مقدرات مصر بأيدى أبنائها، مهما كانت التحديات والتضحيات.

هو الذى يتحمل بذاءات مراهقى السياسة وجماعة «ثورة إلى الأبد» التى مازالت تلوك عباراتها البذيئة «يسقط حكم العسكر»، ولو تمهلوا قليلا وقرأوا قليلا، لعرفوا أن جيشهم منذ أنشأه محمد على كان مثالا للشرف والوطنية والمهنية، وأن جنوده هم أبناء الفلاحين والعمال والموظفين، يعنى «عصارة الأمة المصرية»، ولا يجوز أبدا أن يطلق عليه هذا اللفظ الوقح الذى كان يطلق على المرتزقة من جند المماليك: «عسكر».

هو الذى يتحمل سفالات الإسلامجية الذين استعدوا عليه جيوش الغرب وأمريكا، والذين تلطخ «سخائمهم» الجدران والشوارع، فيصفونه بأنه جيش العار، وينعتون قائده بأقذع الصفات.

الإخوة من سلالة «مش إخوانى بس متعاطف معاهم»، يحدثونك عن التدخل «الخشن» للجيش فى ثورة 30 يونيو، والتى كان مطلبها الرئيسى هو انتخابات رئاسية مبكرة وليس عزل مرسى.. يا سلام!، وكأن مرسى أعلن استجابته لمطالب الناس، وكأن الإرشاد أعلن قبوله للانتخابات الرئاسية المبكرة، هل تظنون أننا بلا ذاكرة؟، هل نسيتم قول مرسى إنه لن يفعل لأنه الرئيس بالصندوق ولن يرحل إلا به، هل نسيتم تهديدات جماعته ومواليها بأنهم سيحرقون البلد ويحيلون شوارعها إلى شلالات دم لو لم يكمل مرسى رئاسته، هل نسيتم إعلان الإرشاد النفير العام، ودعوته أتباعه للاحتشاد فى كل ميادين مصر لتفويت الفرصة على «العلمانيين والأقباط»، بل سحقهم إذا لزم الأمر، هل نسيتم أخيرا أن مرسى أعطى مهلة 48 ساعة كاملة ليعلن قبوله إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لكنه بعد أن شاور إرشاده وتنظيمه الدولى وأردوغانه وحمده وحماسه، قرر أن يرفض وأن يعلنها حربا على الجيش والشعب؟

هل تتصورون أن نداءاتكم الفضائية وتغريداتكم على مواقع التواصل الاجتماعى، كانت ستقنع مرسى وجماعته أن يغادروا السلطة التى عملوا من أجلها ثمانين عاما؟

بصراحة مطلقة،لا توجد فى مصر مؤسسة يتجلى فيها النسيج الوطنى سوى الجيش، لا توجد مؤسسة ليس لديها حسابات مصلحية ولا امتدادات وأجندات خارجية سواه، هذا ليس جيش مبارك ولا النخبة ولا رجال الأعمال ولا جماعات المتاجرة بالدين، ولا علاقة له بالهلاوس التى يرددها بعض المرجفين والمغرضين عن «الدولة العميقة»، هذا المفهوم البائس الذى استوردوه من تركيا، ليشوشوا به عقول الناس ومداركهم.

جيش مصر العظيم كما قال الأستاذ هيكل «أبو الوطنية المصرية»، هكذا كان، وهكذا سيبقى.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات