فى الستين.. - نجاد البرعي - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 3:10 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى الستين..

نشر فى : الإثنين 16 نوفمبر 2015 - 1:40 ص | آخر تحديث : الإثنين 16 نوفمبر 2015 - 1:40 ص
اليوم يوم مولدى. ليس سهلا ان تستيقظ لتكتشف انك فى الستين، مضى العمر، ما حققته حققته، ما لم تستطع أن تحققه فات أوان تحقيقه فكن عاقلا. عاصرت سته رؤساء عبدالناصر، السادات، مبارك، طنطاوى. مرسى، عدلى منصور واخيرا السيسى. حضرت هزية مصر الكبرى عام ١٩٦٧، وانتصارها الباهر فى عام ١٩٧٣.
شهدت إعلان جمال عبدالناصر سقوط دولة المخابرات وحبس رئيس جهاز المخابرات العتيد صلاح نصر، ومظاهرات الطلبة عام ١٩٦٨. عاصرت أنور السادات وهو «يمشى على خط عبدالناصر باستيكة»، واعضاء فى برلمان عبدالناصر يهتف له «افرم افرم يا سادات»! كنت موجودا عندما قام بهدم سجن طرة وأحرق «تسجيلات الداخلية». عاصرت حل الاتحاد الاشتراكى، وإعلان قيام المنابر التى حولها السادات فيما بعد إلى أحزاب. حضرت عودة حزب الوفد إلى الحياة السياسية، التقيت فؤاد سراج الدين وسمعت منه. رأيت طائرة السادات وهى تهبط فى مطار بن جوريون، وشاهدت كيف جرى حشد البسطاء للترحيب بالرئيس العائد من إسرائيل، كنت هناك والسادات يُعدل الدستور ليعطى نفسه الحق فى البقاء فى السلطة ما شاء له هواه أن يبقى فيها.
شهدت مصرعه قبل ان تنتهى مدته الثانية بين جنوده وكراسى منصة العرض العسكرى قد شكلت هرما فوق جسد من قال على نفسه انه «آخر الفراعنة». شهدت موافقة ٨٥٪ من الناخبين على تولى مبارك الرئاسة لأنه فى نظرهم «شبه عبدالناصر». قرأت فى أكثر من مكان عباراته الشهيرة التى ذاعت وقتها «الكفن مالوش جيوب، ومدتين رئاسيتين كثير جدا كفاية مدة واحدة، وزوجتى لا علاقة لها بعملى»!. سمعته وهو يقول إن أمامنا سنوات قليلة نمر فيها من عنق الزجاجة، شهدت ترتيباته لترك الحكم «لنجله»، ورأيت زوجته وهم يطلقون عليها لقب «الهانم». شهدت سقوط مبارك والحديث عن فساده وقتله لمتظاهرى يناير، وشهدت تبرئته من التهمة وإعلان انه كان من اكثر الناس وطنية!.
تابعت تولى مرسى للرئاسة واعتبار اختياره انتصارا لثوره ٢٥ يناير، ثم عزله واعتبار ذلك تصحيحا لمسار ثوره ٢٥ يناير، ثم فى النهاية رأيت من يقول إن ثوره ٢٥ يناير أصلا كانت مؤامرة امريكية!. لم يتغير فى مصر شىء، لا الرخاء جاء ولا التعذيب توقف ولا الفساد انتهى ولا الأموال المنهوبة تم استردادها، لا الأحزاب أصبحت ندا للحكومة، ولا البرلمان اصبح له قيمة عند الناس. سجن طرة أصبح اكثر من اربعة سجون والداخلية تطلب بناء سجون جديدة. أسرار الناس أصبحت تذاع مسجلة على شاشات التلفزيون. لم يكن السيسى هو أول من قال انه سيبنى مصر قالها كل من كان قبله. حتى دستور ٢٠١٤ تبين انه «معمول بحسن نية». لقد فشلنا، لن نرى وطنا كنا نحلم به، حاولوا أنتم علكم تنجحون فيما فشلنا فيه.

negad2@msn.com
التعليقات