إيران لا تزال هنا - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:28 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إيران لا تزال هنا

نشر فى : السبت 16 مارس 2019 - 10:35 م | آخر تحديث : السبت 16 مارس 2019 - 10:35 م

يتضح أن الاحتفالات بزوال الوجود الإيرانى فى سوريا كانت سابقة لأوانها. على الرغم من الضربات والهجمات والتقارير التى نشرت العام الماضى، إيران لا تزال هنا ــ وهى هنا لتبقى، بصورة مستقلة أو بواسطة وكلائها، وعلى الرغم من الوضع الاقتصادى الداخلى المحتدم، لن تغير طهران توجهها.
الكشف هذا الأسبوع عن البنية التحتية التى يسعى حزب الله لإقامتها فى هضبة الجولان السورية (تحت اسم «ملف الجولان») كان فقط نموذجا أخيرا لهذا الجهد الواسع والمعقد. سبق ذلك، النقل المكثف للسلاح من إيران إلى سوريا، والمحاولات التى لم تتوقف لإقامة منشآت وبنى تحتية ثلاثية الهدف تدعم عمليات الحرس الثورى: التمركز فى سوريا ولبنان لفتح ممر إلى البحر المتوسط؛ توسيع نفوذ الثورة «الإسلامية الإيرانية»؛ وتحدى إسرائيل. حتى أشد المتشائمين سيجدون صعوبة بعدم الإعجاب برد إسرائيل العسكرى على هذا التحدى. عدد العمليات فى العامين الأخيرين كان غير مسبوق؛ والقليل فقط جرى نشره ــ مثل تلك التى كانت تتضمن قصفا ولا يمكن إخفاؤها. وهناك وراءها عمليات متشعبة، متنوعة وشاركت فى تنظيمها جهات كثيرة جعلت إيران ونشاطها ظاهرين للعيان بالكامل تقريبا بالنسبة إلى إسرائيل: لا توجد طريقة أخرى لتفسير القدرة على الضرب المنهجى لشحنات سلاح بعد وقت قصير من هبوطها فى سوريا، أو إحباط مشاريع مثل الأنفاق، ومصانع الصواريخ الدقيقة، والبنية التحتية العسكرية الأخيرة فى الجولان.
إن الهدف من اختيار القيام بعملية للتأثير فى الوعى هذا الأسبوع ــ وليست هذه المرة الأولى، فقد أحبطت بهذه الطريقة أيضا مصانع الصواريخ الدقيقة التى أراد حزب الله إقامتها فى لبنان ــ ليس فقط منع عملية يمكن أن تجر إلى تصعيد. الهدف الأساسى هو تمرير رسالة إلى كل اللاعبين: إلى روسيا والولايات المتحدة، وسوريا وحزب الله، وخصوصا إيران. لكل عنوان رسالته، بينما الرسالة الأساسية هى أن إسرائيل تتابع وتحبط. أحيانا بالصواريخ، وأحيانا بالكلام.
ثمة شك فى أن ذلك سيردع الإيرانيين. وثمة شك أيضا فى أن ذلك سيغير سلوك حزب الله (الذى يبحث عن جبهة أخرى لخوض الحرب ضد إسرائيل، على خلفية ارتداعه عن فتح فى جبهة مباشرة ضد لبنان) أو ضد سوريا. صحيح أن الرئيس الأسد لم يعلم شيئا عن الشبكة فى الجولان التى كان يجرى بناؤها من تحت أنفه، لكن ديْنه للإيرانيين ولحزب الله كبير بعد سنوات قاتلوا خلالها وضحوا بحياتهم دفاعا عن نظامه، ولا يوجد أمامه كثير من الخيارات. هذه المرة أيضا سيضطر إلى الكز على أسنانه وكظم غيظه.
لكن لدى إسرائيل عدد من الخيارات. بالإضافة إلى عملية عسكرية ناجعة جدا فى سوريا، فإنها قادرة على توسيع تأثيرها السياسى فى الساحة الشمالية. روسيا منشغلة حاليا بإعادة ترتيب شؤون سورية وفقا لما يناسبها. الولايات المتحدة تظهر اهتماما ضئيلا بما يجرى. ويجب على إسرائيل أن تفعل كل ما فى وسعها للدخول من هذا الباب وللتأثير. الرغبة الروسية فى أن يخفف سلاح الجو من عملياته ــ لإتاحة الفرصة لإعادة بناء سوريا ــ هى نقطة بداية جيدة للمفاوضات؛ فى نهايتها ستتمكن إسرائيل من حشر إيران فى الزاوية.
ليس من الممكن أن تضطر إسرائيل إلى عرض خطة للتسوية. وأن تحاول استمالة الولايات المتحدة وأوروبا والدول السنية المعتدلة فى المنطقة ــ أعداء إيران ــ وتحدى روسيا. مع نهاية الحرب الأهلية فى سوريا، تريد روسيا الحصول على مقابل للدعم الذى منحته للأسد. هناك ما يكفى من جزرات مغرية يمكن تقديمها لها الآن على الطاولة، فى مقابل إبعاد إيران وحزب الله. تحديدا الهجمات والتقارير المنشورة لن تلجمهما تماما، لكنها بالتأكيد ستجعل حياتهما أصعب بكثير.
محلل سياسي
يسرائيل هيوم
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

يوآف ليمور

التعليقات