الخونة - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 7:19 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الخونة

نشر فى : الإثنين 16 فبراير 2015 - 8:45 ص | آخر تحديث : الإثنين 16 فبراير 2015 - 8:45 ص

ليس هذا استباقا لنتيجة التحقيقات فى قضية التخابر المتهم فيها مرسى وأعوانه، لكنها قراءة فى اعترافات المتهمين التى نشرتها الصحف خلال الأيام الماضية.
لابد أن أعترف بأننى لم أشعر بصدمة من أى نوع من سلوك العناصر الإخوانية المتورطة فى القضية، ولا أظن أن أحدا ممن يعرفون تاريخ هذه الجماعة السرية وطبيعة المنتمين إليها وولاءاتهم وطريقة اتخاذ القراربداخلها، وأتته لحظة شك فى أنها يمكن أن تقدم على خطوة من هذا النوع.
وإذا كنت لا تريد أن تسبح عميقا فى كتابات البنا عن رسالة جماعته الكونية العابرة للقوميات، ولا استهزاء سيد قطب بفكرة الوطن، الذى هو بحسب قوله «حفنة تراب عفنة»، فأدعوك أن تسترجع خبرة عام من حكم الجماعة البائس، حين تصدر القتلة المشهد، وتوارى صنّاع النصر فى عيدهم، وجىء بالإرهابيين والمتطرفين من كل حدب وصوب ليستوطنوا إمارتهم الموعودة فى سيناء، وكان مؤتمر نصرة سوريا كاشفا لتحالفات الأضداد، والمسار الذى يقودنا إليه المهووسون بأوهام الخلافة وأستاذية العالم.
دعك من هذا كله، وتعال نقرأ الاعترافات..
كريمة الصيرفى، ابنة سكرتير مرسى، اعترفت بأنها نقلت حقيبة مستندات تخص والدها إلى مراسلة شبكة «رصد» الإخوانية أسماء الخطيب، التى نقلتها بدورها إلى المتهم الرابع أحمد عفيفى، الذى سلمها إلى شخص أردنى يعمل بقناة الجزيرة اسمه علاء سبلان، ومنه إلى ضابط مخابرات قطرى، ثم رئيس الوزراء القطرى رئيس مجلس قناة الجزيرة آنذاك حمد بن جاسم، الذى عرض عليهم مليون دولار مقابل تسليم أصول هذه المستندات.
أما المستندات التى تم تصويرها من خزينة الرئاسة فتتضمن تقريرا كاملا عن المخابرات العامة والمخابرات الحربية، ومعلومات تفصيلية عن الجيش المصرى، بما فيها عدد أفراد القوات المسلحة الموجودة فى سيناء وحجمها ونوعية تسليحها وأماكن تمركزها الثابتة والمتحركة، ومواقع منصات الصواريخ وفرق حرس الحدود وتحركاتها، فضلا على تقارير عن الأنفاق التى نفذتها حماس من قطاع غزة إلى سيناء، وكيفية تطوير هذه الأنفاق، وتمويل استيراد أجهزة اتصالات وتنصت حديثة من الصين لتزويد الأنفاق بها!
كان عفيفى على علاقة سابقة بالصيرفى باعتبارهما عضوين فى«مجلس أمناء الثورة»، الذى أنشاه صفوت حجازى أثناء ثورة 25 يناير، أما المتهم السادس محمد كيلانى، وهو المضيف الجوى الذى أوكلوا إليه مهمة نقل المستندات إلى قطر، فقد التقى عفيفى فى اعتصام رابعة، واتفقا على تفاصيل الخطة، لأن قطر بحسب قوله «كانت تريد كسر عين الانقلاب».
لا أريد أن أغرق معك فى تفاصيل نشرتها الصحف، لكننى أريدك أن تفكر معى فى أجوبة عن هذه التساؤلات:
لماذا كان الصيرفى حريصا على تصوير تقارير عن تسليح الجيش ومعداته وأفراده وتحركاتهم فى سيناء، وهل كان إقدامه على هذا العمل بالاتفاق مع أحمد عبدالعاطى مدير مكتب مرسى أم لا؟ وهل كان مرسى على علم بما يجرى، أم أن الأمر كله تم التخطيط له فى مكتب الإرشاد وما كان عليه سوى التنفيذ مثل كثير من القرارات التى أمليت عليه آنذاك؟ وأن الإرشاد هو من زرع رجاله فى قصر الرئاسة، ومنهم عبدالعاطى والصيرفى لتنفيذ المخطط؟
وما أسباب حرص قطر على الحصول على معلومات تفصيلية عن تسليح الجيش المصرى فى سيناء وتحركاته وعتاده؟ هل تعمل قطر لحسابها أم وكيلا لجهات أخرى؟
إنها قضية القرن، خيانة القرن إن شئت الدقة.
ويعتبرون إزاحتهم عن الحكم انقلابا، فعلا «اللى اختشوا ماتوا».

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات