.. أشوف أمورك أستعجب - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 3:11 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

.. أشوف أمورك أستعجب

نشر فى : الإثنين 15 ديسمبر 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 15 ديسمبر 2014 - 8:00 ص

حسب تصريحات وزير الخارجية البحرينى لجريدة «الحياة» اللندنية أمس الأول، فإن مساعى اعادة العلاقات بين القاهرة والدوحة قطعت شوطا كبيرا، وهناك اتصالات قطرية مصرية، وعلاقات الدولتين اليوم أفضل كثيرا مما كانت عليه.

هذا كلام نسمعه ونَقْرَؤه، ونتمنى من قلوبنا أن يكون صحيحا، غير أن ما نشهده على الأرض لا يعطى الانطباعات الإيجابية ذاتها، ولا يبعث أبدا على التفاؤل، وبحسب تصريحات دبلوماسى مصرى لـ«الشروق» فإن هناك تفاهمات بين الدوحة والقاهرة «لكن قطر لم تتخذ خطوة على أرض الواقع فى طريق المصالحة حتى الآن».

لا يكفى أن يهنئ الأمير القطرى الرئيس السيسى بفوزه بالرئاسة، ولا أن يبادر بمصافحته فى مأدبة غداء بنيويورك، ولا أن يطلق وزير خارجيته تصريحات يعلن فيها أن استقرار مصر وقوتها من قوة وأمن الخليج، وأن مصر هى الشقيقة الكبرى لكل البلدان العربية.

لا معنى لأن تغلق قطر منصة شتائمها القذرة «الجزيرة مباشر مصر» نهاية الشهر الحالى حسبما يتردد، فى وقت تمول فيه منصات سفالة وأكاذيب أخرى تطلقها من خارج حدودها، حتى لو كان هذا التمويل عبر هيئات غير قطرية، وأشخاص لا يحملون جنسيتها، وأشير هنا إلى مقال أستاذ القانون الدكتور أحمد عبدالظاهر فى جريدة «الوفد» الثلاثاء الماضى، والذى تناول فيه تعديلات جديدة فى قانون هيئات المجتمع المدنى وإنشاء الجمعيات الخيرية ومؤسسات تلقى التبرعات، تسمح لغير القطريين سواء كانوا أفرادا أو جمعيات، بجمع الأموال داخل أو خارج قطر للأغراض التى يرونها، وهو تعديل خطير، فهو من ناحية يغسل يد الحكومة القطرية باعتبار أن من يمولون هذه الأنشطة أفراد أو هيئات لا يمثلونها، ومن ناحية ثانية، يفتح بابا واسعا لتمويل الجماعات الإرهابية، ودعم الأنشطة التى تستهدف زعزعة الاستقرار فى الدول «المستهدفة» بغطاء قانونى، ولكن دون أى مسئولية مباشرة على حكومة الدوحة.

الأمر ذاته ينطبق على تركيا التى أعلن نائب رئيس وزرائها فى مؤتمر اقتصادى عقد مؤخرا بإسطنبول، إن اختلاف المواقف السياسية بين تركيا وبلدان الشرق الأوسط سيصبح قريبا من الماضى، بل ووصف مصر بـ«الدولة الحليفة»!

ودعنى أؤكد لسيادتك أن الأردوجان سينسف كلام نائبه نسفا فى أقرب فرصة، وسيعاود الهجوم على مصر ونظامها ورئيسها، بعد أن تصله تعليمات التنظيم الدولى للإخوان، أو بفعل غيظه وغضبه من ثورة أسقطت حلفاءه وأجهضت مشروعه وحولت حلم السلطنة إلى كابوس مزعج.

فهل نصدق كلام نائب أردوجان المعسول، و«نستنيم» لدعاوى طى صفحة الخلاف مع تركيا، ونكذب ما تراه أعيننا وما يصلنا من تطاولات رئيس الحكومة التركية وأكاذيبه وافتراءاته وبكائياته على مرسى وجماعته.

هل يستقيم كلام نائب أردوجان عن اعتبار مصر وتركيا حلفاء، فى وقت تمول فيه تركيا 7 محطات فضائية على الأقل لا عمل لها سوى مهاجمة مصر ورئيسها ونظام حكمها.

منذ إعلان الرياض التكميلى، يتابع «باروميتر» جريدة اليوم السابع أداء قناة الجزيرة وتصريحات المسئولين القطريين، ليكشف التحولات فى الموقف القطرى، فما هى النتيجة؟

لا شىء تغير، فمسيرة من عشرات فى كفر الحصة هى مظاهرة حاشدة تطالب بعودة الشرعية، وتصدى الأمن لمولوتوف البلطجية وقطع الطرق وتنغيص حياة الناس استخدام مفرط للقوة، وحرائق طلبة الإخوان وتعطيلهم للدراسة فى الجامعة انتفاضة طلابية، ناهيك عن الفضائح المهنية المعتادة، والتى تكررت ببلاهة فى الفترة الأخيرة حين تم الاستعانة بمشاهد قديمة من ثورة يناير، للتغطية على فشل الجماعة فى الحشد، وللتاكيد على مقولتهم البائسة: «الانقلاب يترنح»!

هل تجد تعبيرا أنسب من المثل الشعبى العبقرى «أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب»، للتعبير عن الموقف التركى القطرى؟

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات