الشعب فعلا يريد ميدان التحرير - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 5:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشعب فعلا يريد ميدان التحرير

نشر فى : الإثنين 15 أغسطس 2011 - 9:07 ص | آخر تحديث : الإثنين 15 أغسطس 2011 - 9:07 ص

 كما قلت من قبل، وكما سيحدث دائما، ربما حتى إجراء الانتخابات وتسليم السلطة لحكومة مدنية، لن تتوقف محاولات التحرش بالشرطة العسكرية والإساءة للمجلس العسكرى، دفعا لصدام تنقله الفضائيات ويتسابق إلى تحليل تداعياته متحدثو التوك شو، باعتباره «ردة عن أهداف الثورة، ومؤشرا لتصدع مريع فى العلاقة بين الجيش والشعب».

مظاهرة الجمعة الماضية قدمت دليلا جديدا على المخطط، فعلى الرغم من احترام رغبة المتظاهرين فى التظاهر بميدان التحرير، أصر البعض على اقتحام حديقة الميدان التى طوقتها قوات من الشرطة العسكرية كى لا يفترشها المتظاهرون ويقيموا خيامهم بها، تمهيدا لإعادة احتلال الميدان وإقامة المتاريس على مداخله، وتفتيش العابرين إليه من غير سكان «جمهورية التحرير الشقيقة» بحسب تعبير الأستاذ فهمى هويدى.

لم يكن المتظاهرون بحاجة إلى الحديقة، فمساحة الميدان تكفى وتزيد، لكنها الرغبة فى الصدام، كى تنشر الصحف أنباء الاعتداء عليهم، وتنتشر على الفضائيات واليوتيوب صورا لأشخاص تم سحلهم وضربهم فى «مظاهرة سلمية»، وهو نفس ما قيل حينما دبر بعضهم مؤامرة لمحاصرة وزارة الدفاع بالعباسية، وهو ما قيل أيضا عقب تحطيم مسرح البالون وشحن معتصمى ماسبيرو للهجوم على وزارة الداخلية، ومحاصرة المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية، وقطع طريق العين السخنة.

فى كل هذه الأحداث كان المتظاهرون يرفعون شعارات «سلمية سلمية»، لكن سلوك بعضهم لم يكن سلميا على الإطلاق، كان استفزازيا وعدوانيا، وكأنهم يقولون شكل للبيع.

هذا البعض يصر على أن يجعل من التظاهر عملا إجراميا، مع أن التظاهر السلمى والاعتصام حق يكفله القانون والمواثيق الدولية، وله قواعد وضوابط تضمن حقوق الأفراد فى التعبير عن آرائهم، وتصون حقوق المجتمع الذى يضم تكتلات ومصالح وعلاقات شتى.

هذا البعض يمارس بلطجة ممنهجة، مدروسة ومخطط لها بعناية، وظنى ــ وبعض الظن ليس إثما ــ أنهم خليط من فلول الحزب المنحل وأذناب النظام السابق، ونفر من عملاء الصهاينة والتمويلات الخارجية، وجماعات مسيسة من الفوضويين الذين لا يعترفون بالمؤسسات، ويرفضون الدولة وسلطاتها باعتبارها «قيد على حرية الفرد»، ومراهقون ممن أدركتهم السياسة على كبر فوجدوا ضالتهم فى الميدان ولا شىء سواه، مضافا إليهم عشرات من الباحثين عن بطولة أو صورة فى صدارة المشهد.

هؤلاء يبحثون عن الفوضى الشاملة، وإمعانهم فى تحدى السلطة وخرق القانون، سبب رئيسى فى إشاعة البلطجة، وإياك أن تظن أن قطع الطرق وحرق أقسام البوليس واحتلال الباعة الجائلين للأرصفة والميادين وحروب الشوارع بالسيوف والمولوتوف وتكسير فلنكات السكة الحديد، تجرى بعيدا عن هذا الإطار، وحينما تجرى كل هذه الجرائم، فإنهم يتحدثون بأسى عن غياب الدولة، مع أنهم يعملون بإصرار على تغييبها وتقويض دعائمها.

لكننى أثق أن مسعاهم سيخيب، فقد خطت مصر بمحاكمة الرئيس السابق، خطوة واسعة نحو دولة القانون، بعد أن حكمتنا ثلاثين عاما دولة المافيا، التى أبدا لن تعود.

هل تريدون نموذجا لكلمة حق يراد بها باطل: «الشعب يريد ميدان التحرير»، قالها الطامحون لاحتلال الميدان فى الجمعة الماضية، وأقول لهم: صدقتم، الشعب فعلا يريد ميدان التحرير، فغادروه.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات