نعم نستطيع الخروج من الهوة - منى مينا - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:10 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نعم نستطيع الخروج من الهوة

نشر فى : السبت 16 يونيو 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 16 يونيو 2012 - 8:00 ص

 لن أنكر أننى ــ مثل كل من شارك فى أحداث الثورة المصرية ــ أشعر بالكثير من الحزن والغضب، لن أنكر أنى أخاف كثيرا على الأمل الذى رأيته يولد أيام الثورة بين الغازات والقتلى والجرحى، هذا الأمل الذى أوصانا عليه الشهداء وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، الأمل فى بناء مصر جديدة قوية وعادلة، تكفل لنا جميعا الحياة التى نستحقها، هذا الأمل الذى تخيلنا أننا أمسكنا بتلابيبه.. ثم انزلق من بين أصابعنا ليعود مرة أخرى «حلم الثوار» الذى يحتاج لعمل كثير قبل أن نقترب به من التحقق.

 

ولكننى بالرغم من كل الحزن والغضب والخوف، أعترض على الكثير من الأشياء.. أولا أعترض على فقداننا الثقة فى أنفسنا وفى الشعب، وأرفض كثيرا من التعليقات المحبطة التى تتهم الشعب المصرى بالاستسلام للعبودية، وتتهم أهلنا البسطاء بالجبن والأنانية لأنهم لم ينصروا الثورة، هؤلاء البسطاء الغارقون فى مشكلاتهم الطاحنة، هؤلاء الذين نسيناهم فى غمرة صراعنا حول أهداف الثورة الكبيرة والعظيمة، فنسونا فى غمرة سعيهم اليومى الشاق لأهدافهم البسيطة التى لا يملك أغلبهم رفاهية نسيانها ولو ليوم واحد، لأنها بالأغلب رغيف العيش وأبسط ضرورات الحياة للأسرة والأبناء.

 

أعترض أيضا على مظاهر الصدمة الشديدة مع حكم المحكمة الدستورية، فهو حكم متوقع، أغلبنا كنا نتوقع أن الأرض تمهد بكل الطرق لوصول أحمد شفيق لقصر الرئاسة، وأغلبنا كان يفهم أن هناك ضربة شديدة تجهز لجماعة الإخوان المسلمين، بعد أن أدت دور شق الصف، وخذلان الثورة والثوار، وبعد أن خسرت تضامن الكثير من الثوار، بل بعد أن خسرت تعاطف الكثير من قطاعات الشعب.

 

أعترض أكثر على أن يمر القرار الخطير المسمى «بحق الضبطية القضائية» والذى أصدره وزير العدل يوم الأربعاء الماضى، دون المعارضة الكافية، والتوضيح الضرورى لدوره الخطير فى قمع المعارضة فى الفترة المقبلة، لم نقرأ عن طعون قدمت ضد هذا القانون، ولم نشاهد برامج حوارية ولا مقالات تشرح خطورة القانون، لم نر تجهيزا لمعارضة قانونية وشعبية قوية ضد هذا القرار الخطير.. قد يكون السبب فى ذلك أن القرار صدر قبل 24 ساعة فقط من حكم المحكمة الدستورية الذى كان أكثر جذبا للاهتمام.. ولكن يجب ألا يفوتنا أن هذا القرار هو حاليا الأخطر والأجدر بالاهتمام.

 

أخيرا أنا أعترض على أن نحيا هذه الأيام وبكامل وجداننا، فى منطقة الأسى والحزن والغضب، لماذا لا نسمع إلا الأغانى الحزينة؟ أين أغانى الثورة الأولى؟ أين الأفلام التسجيلية التى سجلت الخطوات المعجزة لهذا الشعب فى الـ18يوم الأولى للثورة؟ أنا أطالب شبابنا بالبحث عن هذه الأغانى والأفلام وإعادة عرضها على مواقع التواصل الاجتماعى، حتى نتذكر معا مقدار القوة والشموخ والإيثار والإبداع الموجود داخلنا.. داخل الشعب المصرى.

 

نعم مازلنا لم نؤد الواجب المطلوب منا حتى تنجح الثورة، مازلنا نحتاج للكثير من التفكير، والأكثر من العمل الجاد، حتى نستطيع أن نخرج من الهوة التى وقعنا فيها، ولكنى أريد فقط أن أذكر بأننا نملك القوة التى نستطيع بها أن نخرج من هذه الهوة، فقط علينا أن نستعيد ثقتنا بأنفسنا وبشعبنا، ونحدد مصدر «السوسة» التى نخرت الثورة، ونفهم أخطاءنا ولا نكررها.

التعليقات