عشرة آلاف برادعى - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 1:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عشرة آلاف برادعى

نشر فى : الإثنين 14 ديسمبر 2009 - 9:56 ص | آخر تحديث : الإثنين 14 ديسمبر 2009 - 9:56 ص

 فى ختام مقالى «الحقيقة الغائبة فى مسلسل التوريث» يوم 9 نوفمبر الماضى، قلت تعليقا على الجدل الدائر حول ترشيح زويل وموسى والبرادعى «النظام يدعونا إلى مزيد من اللعب والتيه فى الفراغ، كى ننشغل عن ساحة النضال الحقيقية: دستور جديد تشارك فى صنعه جميع القوى السياسية، ويصيغه خبراء وفقهاء عدول، يتيح تداولا سلميا للسلطة ويحد من سلطات الرئيس، ويحيلنا إلى جمهورية برلمانية، قبل أن يبتلعنا حكم العائلة».

وفى تصريحاته للأستاذ مجدى الجلاد رئيس تحرير «المصرى اليوم»، قال البرادعى إنه مستعد للنضال مع جميع المصريين من أجل تغيير الدستور الذى يراه فاقدا للشرعية، وإنه لن يشارك فى تمثيلية هدفها تلميع وجه النظام فى ظل دستور يحرم 95% من المصريين من الترشح للرئاسة.

بعض كهنة النظام قالوا إن البرادعى يدعو إلى انقلاب دستورى، وبصرف النظر عما فى هذا القول من شطط، فإن انقلابا دستوريا سلميا أفضل ألف مرة من فوضى تأكل الأخضر واليابس وتدهس فى طريقها سدنة النظام أنفسهم.

دعنا من هذا كله، ثمة جانب إيجابى فى المسألة علينا أن نستثمره: نريد أن تبادر جميع الفعاليات السياسية والإدارية والأمنية وحتى العسكرية بطرح أسماء مرشحين للرئاسة، وأنا على ثقة، أننا سنحصل خلال فترة وجيزة على ألف شخص يصلحون للمنافسة على المنصب، فمصر لديها من الكفاءات والنوابغ وأصحاب الهمم ما يسد عين الشمس.

لكنهم على مدى ثلاثة عقود سدوا عليهم المنافذ وجففوا الينابيع، كى تضيق أمامنا الخيارات وتنعدم البدائل، وأظن أنه آن الآوان أن نلقنهم درس العمر: مصر ليست عقيمة ولن تكون، والرحم الذى أخرج زويل والبرادعى ومحفوظ وسيد درويش ومختار وطه حسين وحافظ وشوقى وأم كلثوم وعبد الوهاب وعشرات غيرهم لم يعطب، وأنها دون ما أنجزه هؤلاء، تبقى مجرد بقعة صماء على خريطة العالم.

أكاد أجزم بأن الرئيس مبارك سيعيد ترشيح نفسه، وسيكون مفاجئا له أن يرى ثلاثين أو أربعين منافسا من عامة الناس، نريد أن نقدم هذه الوجوه حتى لو لم تنطبق عليها فرص الترشح، حتى لو لم يكن لديها أى فرصة فى الفوز، فقط لنعلن أن مصر لم تمت، وأن نواصل فى الوقت نفسه كفاحنا السلمى لتغيير الدستور، فإن لم ننجح مع الأب، حتما سننجح مع الوريث.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات