لا تهدروها - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 8:46 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا تهدروها

نشر فى : الإثنين 14 نوفمبر 2011 - 9:10 ص | آخر تحديث : الإثنين 14 نوفمبر 2011 - 9:10 ص

أيا ما كان قرار دائرة توحيد المبادىء بمجلس الدولة، والتى سيحال إليها حكما القضاء الإدارى اللذان يحرم أحدهما أعضاء الوطنى المنحل من الترشح للانتخابات (المنصورة)، فيما يؤكد الثانى حقهم فى الترشح (الإسكندرية)، فإن الانتخابات يجب أن تجرى فى موعدها، ولا ينبغى الالتفات إلى دعوات تأجيلها «شهرين أو ثلاثة» لحين البت فى كل الطعون، هذه دعوة خطيرة، قد تقود لا إلى تأجيل الانتخابات فحسب، بل ربما إلغائها.

 

وأظن أن الذين يرددون هذه الدعوات هم أنفسهم من يشيعون المخاوف من عدم قدرة الأمن على تأمين اللجان، ويروعون الناس من المشاركة فى التصويت، وأكثرهم من الفلول، الذين يريدون إغراق البلاد فى الفوضى، ويحلمون باستعادة مجدهم القديم، وبعضهم من الأحزاب القديمة والناشئة، الذين يطالبون بمهلة للاستعداد «كى يصبح البرلمان معبرا عن كل الأطياف السياسية فى المجتمع».

 

أتمنى ألاّ تستجيب الحكومة والمجلس العسكرى لهذه الدعوات، حتى لو قرر مجلس الدولة حق أعضاء الوطنى المنحل فى الترشح للانتخابات، فالتأجيل يعنى مزيدا من الفوضى، وإذا كان هناك من يتلاعب بالأمن، ويسعى لضرب علاقة الشعب بالجيش بإطالة وجوده فترات أطول فى الشارع، ليواجه الألتراس فى ملاعب كرة القدم، والفتنة أمام دور العبادة، والاعتصامات فى دواوين الحكومة، وقطع الطرق والسكة الحديد، وحرق أقسام الشرطة وتهريب المحتجزين، وحتى خناقات الشوارع ونزاعات القبائل فى الصعيد، فإن تأجيل الانتخابات سيمنح هؤلاء فرصة أكبر لإشعال مزيد من الحرائق.

 

لنتذكر أن كل انتخابات جرت فى مصر صاحبها عنف وسقوط ضحايا، وليس مستبعدا أن يسقط ضحايا أكثر فى الانتخابات المقبلة، ولن تكون مفاجأة أن تتسع دوائر العنف برغم تأكيدات المجلس العسكرى قدرته على تأمين اللجان، لكن ذلك لا يعنى تأجيل أول انتخابات بعد الثورة، تؤكد الشواهد جميعها أنها ستكون شفافة ونزيهة.

 

لنتذكر أيضا أن الشعب المصرى أثبت عبر تاريخه أنه أذكى كثيرا من حكامه، وأكثر وعيا من نخبه السياسية، وأنه حين أتيحت له فرص الاختيار الحر، فإنه اختار دائما الأصلح، هذا الشعب هو الذى أسقط رئيس الحكومة فى أول انتخابات عقب وضع دستور 1923، وهو الذى فرض على الملك والإنجليز حكومة الوفد على غير إرادتهما فى كل انتخابات حرة جرت قبل يوليو 1952، وهو الذى سيقصى من يرى أنهم لا يمثلونه، مهما كان إغراء المال والعطايا.

 

الانتخابات المقبلة هى أول خطوة على طريق الانتقال السلمى للسلطة، هى البداية لتحقيق أهداف الثورة التى سالت دماء ذكية فى الطريق إليها، فلا تهدروها.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات