عن البرادعى والبابا والمحامين - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 5:11 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن البرادعى والبابا والمحامين

نشر فى : الإثنين 14 يونيو 2010 - 10:46 ص | آخر تحديث : الإثنين 14 يونيو 2010 - 10:46 ص

 حدث ما توقعته منذ البداية، وانقلب البرادعى على الجمعية الوطنية للتغيير أو انقلبوا هم عليه.
وسنسمع فى قادم الأيام أسبابا وتعليلات وإبراءات ذمة من كل الأطراف، لكن تبقى الحقيقة المؤكدة أنهم اختطفوا الرجل: كان يريد أن يكون ملهما للتغيير وأرادوه مناضل شوارع، كان يتصرف باعتباره رجل قانون وكان رفاقه ثورجية، كان يراهن على خروج ملايين المصريين لمبايعته، وكانوا يعرفون أن هذه الملايين منشغلة بما هو أهم: لقمة العيش.

لا هيئة البرادعى ولا تاريخه ولا قدراته العملية تؤهله لما أريد له، هو يعرف ذلك وربما هم يعرفونه، لكنه الأمل أو السراب.

يقول أعضاء الجمعية إنه لم يكن يثق فيهم، وإنه يبطن أكثر مما يظهر، ويتحدث هو عن أمراض النخبة وصراعات الأجنحة داخل الجمعية، وقد يكون كلاهما محقا، أما «الجماعة» فإنها لم تضيع وقتا وقفزت بسرعة داخل المركب، كى تجره إلى مرافئها أو تخلّصه من شحنته.

منذ البداية كان الدين فى السياسة وكانت السياسة فى الدين.
السياسة هى التى كتبت التوراة منذ السبى البابلى، وهى التى أبدعت مقولة الرب لإبرام (إبراهيم): «لنسلك أعطى هذه الأرض من نيل مصر إلى النهر الكبير، نهرالفرات»، وكانت إسرائيل هى التجسيد العملى للنزعات الاستعمارية الاستيطانية المستندة إلى وعد الرب.

ولم يقنع الأباطرة أن تبقى مملكة المسيح على الأرض كما قال هو نفسه: «مملكتى ليست فى هذا العالم»، فأشعلوا الحروب والصراعات فى أنحاء العالم كى تتسع ممالكهم وتمتلئ خزائنهم، ووجدوا بين رجال الدين من يبرر جرائمهم.
ولم يكن ممكنا أن ينتشر الإسلام لولا جهاد النبى وصحابته فى أنحاء الأرض، مع بدء تأسيس الدولة فى المدينة، وكان الأمويون ــ الذين حولوا الخلافة من الشورى إلى حكم وراثى عضود ــ هم أصحاب الفضل الأكبر فى نشر الإسلام فى أنحاء المعمورة.

رفض البابا للزواج الثانى ليس دينا كله، فى الأمر سياسة، بدليل أن كثيرين من الأقباط يخالفونه، وأيضا بنصوص الإنجيل، يريد البابا دولة مدنية تحكمها قوانين وضعية، لكنه يرفض حكم المحكمة ويتمسك «باجتهاده» فى نصوص الإنجيل!

صراع المحامين والقضاة سيتكرر، حتى إذا توقف مؤقتا بتدخلات من جهات سيادية، فقد اهتزت هيبة القضاة حين زج بهم فى السياسة، وتحولوا إلى نجوم فى الفضائيات وقادة فى المظاهرات، وتسابقت الصحف تنشر الأخبار عن الرشاوى والفساد فى الهيئة القضائية.

الشفافية والمحاسبة وآليات النقد الذاتى كلها مطلوبة، لكن بالإمكان نشر الغسيل داخل البيت لا خارجه.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات