هل قرأتم يحيى حسين؟ - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 8:09 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل قرأتم يحيى حسين؟

نشر فى : الإثنين 14 مايو 2012 - 8:35 ص | آخر تحديث : الإثنين 14 مايو 2012 - 8:35 ص

أتحدث عن الفارس النبيل المهندس يحيى حسين، الذى تصدى لوزير الاستثمار محمود محيى الدين فى عز سطوته، وأعلن رفضه بيع «عمر أفندى»، فقطعوا عيشه وطردوه من وظيفته، لكنه واصل نضاله بأعلى صوت، رافضا توريث البلد وبيعها قطعة قطعة.

 

والمناسبة هو ما كتبه فى جريدة «اليوم السابع» يوم الأربعاء الماضى، فى رثاء عريف الصاعقة الذى استشهد فى أحداث العباسية، وقد احترت فى الطريقة التى أعرض بها كلماته، وانتهيت إلى أن أفرد مساحة مقالى لمقتطفات مطولة من مقاله، مع تصرف بسيط لضرورات المساحة.

 

 يقول يحيى حسين: «مات مقاتل الصاعقة المصرى سمير أنور الكيال بطلق نارى فى البطن، وضن عليه إعلام التهييج بلقب شهيد، رغم السخاء المفرط فى منح اللقب بعد الثورة لمن يستحق ومن لا يستحق، مات ولم يترحم عليه أو يمشى فى جنازته أى من مرشحى الرئاسة الذين ذهبوا للتضامن مع قاتليه، لأنه ببساطة، هو والجيش الذى ينتمى إليه ليس لهم صوت فى الانتخابات (...) مات ولم تضع أى قناة من قنوات الخراب شارة الحداد على شاشاتها كما تفعل مع غيره، مات ولم يغن له المطربون ولم يرسم له الفنانون «جرافيتى»، مات ولم نلعن قاتليه، بل تبارى الأنطاع المتبجحون من الذين حرضوا على قتله فى التباكى على المتظاهرين السلميين الذين لم يستخدموا إلا الطوب والحجارة والعصى فى الهجوم على الجيش!، مات وانضم إلى طابور شهداء ومصابى القوات المسلحة الذين ضحوا من أجلنا ورحلوا فى صمت أثناء الثورة وبعدها، دون أن تسمح تقاليد المؤسسة الوطنية بالإعلان عنهم».

 

ويقول فى موضع آخر «تدور آلة الإعلام الشيطانية فتلصق كل نقيصة بالجيش الوحيد فى المنطقة الذى لم تتلوث يده بدماء شعبه، نقائص لا دليل عليها ولا يقبلها منطق، فهو الذى يشعل الحرائق فى المصانع والشركات ويسرق البنوك ويفتعل الأزمات التموينية ويحرض جماهير المصرى لتقتل جماهير الأهلى، إلى آخر هذه الاتهامات العبثية التى يعجز إبليس نفسه عن إتيانها جميعا، لكنه الكذب والإلحاح عليه».

 

ويقول فى موضع ثالث مخاطبا الشهيد «تمتلئ الشاشات بوجوه يتحدثون باسم الثورة ويتناطحون ولا يتفقون على شىء إلا سبابك دون أن تفهم لماذا؟ (...) يمر عليك غلمان من ثوار ما بعد الثورة فيشتمون قادتك بأقذع الألفاظ، وأنت لا تفهم لماذا ينبغى على المقاتلين المنتشرين فى شوارع مصر، أن يتحولوا إلى لوحات تنشين تتلقى هجمات السفلة ولا ترد ولا يرد عنهم أحد من ثوار الفضائيات».

 

 ويقول أخيرا: «أتخيلك والألم يعتصرك لأن قاتلك ليس من أفراد العدو، لكنه واحد من تحالف المتنطعين من ذوى الذقون الطويلة وذوى الشعور الطويلة وذوى الألسنة الطويلة، الذين تسابقوا للتباكى على قاتليه وعلى حرمة مستوع الأسلحة فى مسجد النور». هكذا تحدث يحيى حسين الذى لا يمكن لأحد أن يزايد على صدقه ووطنيته، ولا تعليق.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات