تهديدات أوباما لدول الخليج - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 12:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تهديدات أوباما لدول الخليج

نشر فى : الثلاثاء 14 أبريل 2015 - 10:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 14 أبريل 2015 - 10:00 ص

اختار أوباما صيغة الحوار مع صحيفة «نيويورك تايمز»، لينقل أكثر من رسالة تهديد ووعيد لدول وشعوب الخليج العربى، بالقول أولا: «إن الخطر الذى يهددهم ليس هو التعرض لهجوم من إيران، بل مصدره سخط الشباب داخل بلادهم»، وثانيا: «إنه على الولايات المتحدة أن تتساءل كيف يمكن تعزيز الحياة السياسية فى هذه البلاد حتى يشعر الشبان أن لديهم شىء آخر يختارونه غير تنظيم داعش؟» وثالثا: «إنه يريد أن يناقش مع الحلفاء فى الخليج كيفية بناء قدرات دفاعية أكثر كفاءة؟».

الآن وقد عُقدت الصفقة التى يقال إنها حيّدت «التهديد الإيرانى» لمصالح الولايات المتحدة، عاد أوباما ليقول للعرب صراحة: «لا خوف من إيران» وتحت الطاولة: «لا خوف من الكيان الصهيونى» وأن الخطر يأتيها من أبنائها، وهى مغالطة مفضوحة، لأن الإحصائيات الغربية نفسها كشفت أن أغلب الشباب الوافد على الدولة الإسلامية هو من شباب المجتمعات الغربية الديمقراطية، بما يعنى أن أوباما، إنما يحرر هنا تهديدا مبطنا لدول وشعوب الخليج، يتوعدهم بتحويل وجهة المجاميع الإرهابية التى صنعتها أمريكا لتفكيك المنطقة.

التهديد الثانى مضمَر فى الجملة الثانية، بالقول: «إن الولايات المتحدة تتساءل كيف يمكن تعزيز الحياة السياسية فى هذه الدول؟» أى بالضغط على أنظمة الخليج لإعادة النظر فى منظومتها السياسية، كشرط لاستمرار دعم وحماية الولايات المتحدة لها، وقد تعلمنا، منذ خطاب القاهرة، كيف أن «النصيحة» فى الخطاب الأمريكى هى أمرٌ يتبعه تهديد، وأنه ما لم تذعن دول الخليج لهذا الفرمان الإمبراطورى، فإنها سوف تتعرض لواحدة من الصيغتين: ربيعٌ ناعم سوف يستعان فيه بنفس المجاميع التى اُختبرت فى تونس ومصر، أو ربيع دام كالذى أدارته الولايات المتحدة فى ليبيا وسوريا.

هذا عن التهديد، فما المطلوب من دول وشعوب الخليج؟ الجواب يتكشف فى الجملة الثالثة: «إنه يريد أن يناقش مع «الحلفاء» فى الخليج كيفية بناء قدرات دفاعية أكثر كفاءة؟» وهذا هو بيت القصيد فى خرجة أوباما، الذى يريد أن يدفع بدول الخليج، والدول العربية التى اشتركت معها فى عاصفة الحزم فى اليمن، إلى بناء قوة عربية «دفاعية» صرفة وقد اجتهد لتثبيط عزيمة الأتراك وباكستان عن المشاركة فيها.

ما هو مقترحٌ هو بناء حلف عسكرى عربى «دفاعى» صرف، يضمن للولايات المتحدة أمرين: استمرار تنشيط المركّب الصناعى الحربى الأمريكى بصفقات التسلح، ومواصلة حماية تدفق النفط، لن يكون موجها لا ضد إيران، ولا ضد إسرائيل، وقد يُرخّص له بالتدخل فى الفضاء العربى ضد القوى المارقة عن قوانين الإمبراطورية، وبمعنى آخر تشكيل«نيتو» عربى تحت إمارة الولايات المتحدة، يكفل لأمريكا المنسحبة من الشرق العربى نحو آسيا، وقد رفعت الحماية المباشرة عن عرب الخليج، ألا يسقط هذا الفضاء لا بيد الإيرانيين، ولا بيد أبنائه من القوى التى قد تدخل فى صدام مع الولايات المتحدة، أو تهدد الحليف الأول: إسرائيل.

حبيب راشدين
الشروق – الجزائر

التعليقات