السجن للجميع!! - نجاد البرعي - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 3:52 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السجن للجميع!!

نشر فى : الأحد 13 ديسمبر 2015 - 11:10 م | آخر تحديث : الأحد 13 ديسمبر 2015 - 11:10 م
الدستور المصرى يكفل حرية الرأى والتفكير والإبداع.. صدق«إسلام بحيرى» .. فتحت له قناة «القاهرة والناس» أبوابها، أصبح لدينا برنامج يحظى بمشاهدة عالية اسمه «مع إسلام بحيرى» يناقش التراث الإسلامى بعقلانية ويطالب بتطوير الخطاب الدينى لمواجهة المتطرفين الإرهابيين. منذ رمضان ٢٠١٣ والبرنامج وصاحبه «مالئ الدنيا وشاغل الناس». فجأة كشر الأزهر عن أنيابه، اهتزت العمائم الحمراء من كلمات الشاب المستنير. وجد «إسلام بحيرى» نفسه محكوما عليه بالسجن خمس سنوات بتهمه «ازدراء الأديان».
لاحظ أن مدة الحبس المحكوم بها عليه هى مدة السجن ذاتها التى حكمت بها إحدى المحاكم على ضابطى شرطة قتلا متهما تحت التعذيب للحصول منه على اعتراف !!. استأنف «اسلام بحيرى» الحكم. المحكمة التى تنظر طعنه أمرت بالقبض عليه ثم قررت إخلاء سبيله بكفاله قدرها «خمسين ألف جنيه». المبلغ الذى دفعه «إسلام بحيرى» نظير إخلاء سبيله مؤقتا هو بذاته المبلغ الذى أخلت به أحد المحاكم سبيل ضابط شرطة أطلق النار على مواطن لأنه رفض الركوع أمامه!!. قصة أخرى، أحمد ناجى قاص مصرى نشرت «أخبار الأدب» فصلا من إحدى رواياته. وجد «أحمد ناجى» نفسه متهما بخدش الحياء ومعه فى قفص الاتهام رئيس تحرير الجريدة التى نشرت إبداعه الأستاذ «طارق الطاهر».
العقوبة التى تنتظر الرجلين لو أُدينا لن تقل عن السجن سته أشهر وقد تصل إلى عام. النيابة العامة اعتبرت أن قصة «ناجى» المتخيلة هى «مادة كتابية نفث فيها شهوة فانية ولذة زائلة وأجر عقله وقلمه لتوجه خبيث حمل انتهاكا لحرمة الآداب العامة وحسن الأخلاق والإغراء بالعهر خروجا على عاطفة الحياء»!!. ليس إسلام بحيرى وأحمد ناجى فقط، القائمة تطول ما بين مشهورين ومنسيين.
وفقا لتقارير حقوقية موثوقة فإنه منذ يونيو ٢٠١١ فإن العشرات من أصحاب الرأى المختلف يواجهون عقوبة السجن بتهمة «ازدراء الأديان» أو «خدش الحياء العام». القائمة التى يقف على رأسها القاص والناشط الحقوقى كرم صابر الذى حكم عليه فى يونيو٢٠١١ بالسجن خمس سنوات لتأليفه مجموعة قصص قصيرة جمعها تحت عنوان «أين الله؟» تطول وتطول. انضمت «فاطمه ناعوت» أخيرا إلى القائمة. الكاتبة المعروفة تنتظر الحكم عليها بعد تدوينة قصيرة كتبتها حول «شعيرة ذبح الأضاحى»!!.
هامش الحريات العامة يضيق بشكل سريع. التظاهر ممنوع، الإعلام الخاص يجرى حصاره، الجمعيات الأهلية يجرى خنقها ماليا وحلها إداريا، المنظمات الحقوقية تحت سيف الاتهام، النقابات العمالية المستقلة مطاردة. الآن المبدعون وأصحاب الآراء المختلفة السجن أصبح إليهم أقرب من حبل الوريد. على الرغم من أن لدينا ٤٢ سجنا فإن الحكومة قررت الأسبوع الماضى أن تبنى سجنا جديدا فى محافظة الجيزة على مساحه ١٠٣ أفدنة. أهلا بكم فى مصر حيث «الدين لله والسجن للجميع».!!

negad2@msn.com
التعليقات