احرق نفسك بنفسك - خالد محمود - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 9:06 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

احرق نفسك بنفسك

نشر فى : الأحد 13 يونيو 2010 - 11:07 ص | آخر تحديث : الأحد 13 يونيو 2010 - 11:07 ص

 السياسة التى تنتهجها شركات الإنتاج والتوزيع السينمائى مع أعمالها خلال هذا الموسم، تكشف عن قصور حقيقى فى التفكير، وضبابية فى الرؤية.. ألقت بمعظم أفلامها فى السوق دفعة واحدة للمضاربة بها فى بورصة الصيف أو ذلك الموسم الذى كان بمثابة الدجاجة التى تبيض ذهبا، قبل أن تصاب هذه الدجاجة بسهم نافذ فى صميم حيويتها.

هى بمجازفتها قد تضرب رءوس أموالها الحقيقية، وهى نجوم وصناع هذه الأفلام، وتطيح بأحلامها وأهدافها هباء فى ساحة المعركة المسماة مجازا «المنافسة»، دون أن يأخذ كل عمل فرصته الحقيقية فى دور العرض وحقه فى معرفة ردود الأفعال وقياس التجربة قياسا واقعيا.

الحقيقة أن نجوم الأفلام وصناعها لا حول لهم ولا قوة، فهم يستسلمون تماما لديكتاتورية شركات التوزيع التى فقدت القدرة على الاتزان. فوجئ الجميع بنزول ثلاثة أفلام دفعة واحدة فى أقل من أسبوعين، وهناك ثلاثة أخرى تطرح فى نفس المدة، لتبدأ حرب تكسير العظام، ولا نعرف لماذا؟!

وأتساءل أيضا: أين توصيات الاجتماعات والخطط واللجان والتنظيم والتنسيق بين شركات الإنتاج والتوزيع، التى نادت جميعها بضرورة اعتبار العام كله موسما مفتوحا أو ضرورة خلق مواسم سينمائية جديدة بخلاف مواسم الصيف والعيدين، بحيث تكون هناك فرصة حقيقية لكل فيلم يأخذ فيها نصيبه من وقت ومساحة العرض.. يبدو أن المسألة كلها كانت مجرد فض مجالس وإطلاق شعارات أمام قنوات الميديا، لأن من تبنى هذه الشعارات والحلول هم أنفسهم من طرحوا هذه الأفلام فى معركة الصيف الخاسرة وغير المتكافئة.

فالكل يعلم أن الموسم الذهبى لم يعد كذلك، ويواجه هذا العام أزمات كبرى تأكل من وقته وتطيح بأهميته وملايينه، فبخلاف أن شهر رمضان سيحل مبكرا، هناك مباريات كأس العالم التى طرقت الأبواب، ونجد إصرارا من شركات التوزيع الأجنبى على طرح أهم أفلامها فى نفس الوقت، ولن تسمح للأفلام المصرية بتسيد ساحة دور العرض..

كل ذلك كان معروفا، فلماذا لم يكن هناك صوت عاقل بين الشركات المصرية لتنسيق طرح الأفلام على فترات، وهناك تجارب سابقة وحققت نجاحا لدى عرضها فى أوقات وصفت بأنها «ميتة جماهيريا» لكنها بجودتها استطاعت أن تجذب الجمهور لها، لكن يبدو أن أصحاب مجزرة الصيف السينمائية خشوا من العرض فى أوقات أخرى، وهذا يعنى أنهم لا يثقون تماما فى أن هذه الأعمال ستحقق رواجا باستقلالها فى المواسم الأخرى.

أما إذا كان نجوم هذه الأفلام هم من ألحوا على العرض فى هذا التوقيت مع بعضهم، فهم بذلك يسهمون بشكل أو بآخر فى تضييق الخناق على أنفسهم وحرق أنفسهم بأيديهم، ثم بعد ذلك يضطرون للتلاعب فى أرقام إيرادات شباك التذاكر المعلنة حفاظا على مكانتهم وكبريائهم، وأنهم مازالوا يتربعون على العرش.

والمدهش فى الوقت نفسه أننا نفاجئ فى نهاية الموسم بإعلان كبار الموزعين أن الموسم خاسر، ويرددون تصريحات مكررة مللناها حول أزمة السينما وتخلى الدولة عن إنقاذها ومؤامرات اللوبى الهوليوودى ضدهم وضد السينما المصرية.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات