منقوشة الزعتر - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 8:45 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

منقوشة الزعتر

نشر فى : الثلاثاء 12 ديسمبر 2023 - 8:30 م | آخر تحديث : الثلاثاء 12 ديسمبر 2023 - 8:30 م

نشرت جريدة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب حسن مدن، تناول فيه أن أكلة منقوشة الزعتر لبنانية الأصل، طبقا لمنظمة اليونسكو، مضيفا أن منقوشة الزعتر رافقت الشوام فى هجراتهم إلى البلدان المختلفة؛ كما أشار إلى ورودها فى عدة قصائد شعرية مثل قصيدة «أحمد الزعتر» للشاعر الكبير محمود درويش، التى كتبها بعد مجزرة مخيم تل الزعتر الفلسطينى فى لبنان... نعرض من المقال ما يلى.
تعرف بلاد الشام عامة الزعتر، الذى يعد أحد أطيب الأكلات، وبه اشتهرت فلسطين ولبنان وسواهما من بلدان المشرق. وأخيرا قامت منظمة «اليونسكو» بإدراج منقوشة الزعتر على لائحتها للتراث غير المادى للبشرية، بناء على طلب قدمه لبنان فى مارس عام 2022، واصفة إياها بأنها «راسخة فى الهوية اللبنانية»، فيما لا تزال المنقوشة من الخيارات الأرخص ثمنا بين المأكولات، فى ظل الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة التى يشهدها لبنان منذ العام 2019.
يتصل القرار الذى اتخذ تحديدا بـ«منقوشة الزعتر»، لا بالزعتر نفسه، والمنقوشة هى عجينة شهيرة يوضع عليها الزعتر الممزوج بالزيت، وتخبز فى الفرن أو على «الصاج»، وقدمت «اليونسكو» لمنقوشة الزعتر الوصف التالى: «خبز مسطح يعد فى المنازل والمخابز المتخصصة، ويستمتع السكان المنحدرون من جميع الخلفيات فى لبنان بتناوله فى وجبة الفطور». كما أشارت إلى أن صلوات ترافق إعداد العجين، «التماسا لاختمار العجين، فيقوم المسلمون بتلاوة بداية سورة الفاتحة، ويقوم المسيحيون بتلاوة الصلوات والتصليب»، مضيفة أن «المنقوشة راسخة فى الهوية، وتذكر نكهاتها بالجمعات الصباحية التقليدية، أو ما يعرف بـ«الصبحية» التى تؤدى دورا رئيسيا فى التفاعل الاجتماعى».
يذكر أن منقوشة الزعتر واحدة من عدة «مناقيش» تخبز فى أفران معدنية أو حجرية من الطوب الحرارى أو على الصاج المعدنى المقعر، ومتوفرة بالزعتر والزيت، كما يمكن أن تمزج بالجبن، أو تضاف إليها أحيانا بعض أنواع الخضر، ويمكن أن تؤكل مع اللبنة أيضا. ومع هجرة الشوام إلى البلدان المختلفة، عربية كانت أو أجنبية، نقلوا معهم «المناقيش» أينما حلوا، بما فيها مناقيش الزعتر، التى تعرف بفوائدها الصحية الكثيرة. «أطيب ما أحب من الطعام الزيت والزعتر»، هكذا قال محمود درويش فى واحدة من أشهر قصائده المبكرات، قصيدة «سجل أنا عربى»، وله قصيدة أخرى بعنوان «أحمد الزعتر»، كتبها فى بيروت، قال فيها: «ليدين من حجر وزعتر، هذا النشيد.. لأحمد المنسى بين فراشتين»، وهذه القصيدة كتبت بعد مجزرة مخيم تل الزعتر الفلسطينى فى لبنان، فترة حربه الأهلية فى منتصف سبعينيات القرن الماضى، ويقع المخيم المذكور شرقى بيروت، ويقال إنه سمى بهذا الاسم نسبة إلى قرية تل الزعتر الفلسطينية بقضاء مدينة عكا، التى احتلت إبان النكبة فى العام 1948، وهجر أهلها إلى لبنان وسوريا.
يذكر أن الفنان زياد الرحبانى ألف عملا موسيقيا من وحى مأساة هذا المخيم الذى لم يكن يقع بعيدا عن مسكن عائلته، قبل أن يغادره زياد إلى غربى بيروت، وقد ضمن زياد هذا العمل فى أحد الألبومات الذى لحن أغانيه لوالدته السيدة فيروز.

التعليقات