لهذا سأنتخب السيسى - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 5:09 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لهذا سأنتخب السيسى

نشر فى : الإثنين 12 مايو 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 12 مايو 2014 - 8:00 ص

منذ اللحظة الأولى التى أعلن فيها رغبته فى الترشح لانتخابات الرئاسة، لم يعدنا عبدالفتاح السيسى بأنهار من اللبن والعسل المصفى، لم يدغدغ مشاعرنا بالزعم أن أحوالنا ستنصلح فور انتخابه، لم يداعب طموحاتنا التواقة إلى الرفاهة والدعة بعد ثلاث سنوات من الثورة، بادعاء قدرته على تحقيقها لو جاء رئيسا، فى مائة يوم أو حتى فى ثلاثمائة، بل طالبنا بمزيد من العمل والجهد والتفانى وإنكار الذات، وأكد ثقته فى قدراتنا على مجابهة التحدى معه، واعتبرنا ــ نحن المصريين ــ عصاه السحرية.

لم يتعامل معنا على طريقة «ما يطلبه المستمعون»، بل أسمعنا ما نكره، قال لنا وبالأرقام، إن ديوننا ثقيلة، وأن أعباءها تعوق قدرتنا على النمو، وأننا لا نملك ترف تجاهل أزماتنا التى تراكمت على مدى عقود، وأن السير بمعدلات نمو عادية لن يجدى «نحتاج إلى قفزات وليس فقط إلى خطوات سريعة».

عبر عن التدين كما يفهمه ويحبه المصريون، التدين الوسطى المستنير الذى يعلى قيم التسامح والمحبة واحترام عقائد الآخرين، وانتقد الخطاب الدينى الذى قدم الإسلام باعتباره دين عنف وإرهاب.. «خطابنا الدينى أفقد الإسلام إنسانيته».

كان حازما حين أعلن أنه لا عودة للوراء، لا مكان للحزب الوطنى بفساده وانتهازيته، ولا عودة للإخوان بإرهابهم ومخططاتهم التى تستهدف نسف الدولة الوطنية لحساب دولة الجماعة، دون أن يعنى ذلك إقصاء من لم يمارس فسادا أو تتلوث يداه بدماء المصريين عن المشاركة فى العمل العام، على النحو الذى ينظمه الدستور والقانون.

كان حاسما أيضا فى رده على انتقادات خصومه بانحيازه لثورة 30 يونيو دون ثورة 25 يناير، حين قال إن 30 يونيو مكملة لـ25 يناير، وأنها تصحيح لمسارها.. «كلاهما كان تعبيرا عن إرادة المصريين، هما مكملان لبعضهما وليسا نقيضين».

على العكس مما ردد خصومه أيضا، أبدى انحيازا واضحا للفقراء، وأكد أنه سيوجه جهده كله لمحاربة «العوز»، ومواجهة المشكلات التى تنغص حياة المصريين وتعوق تطورهم، فى الصحة والتعليم والإسكان وغيرها، وتحدث عن آليات موازية لمواجهة جشع التجار وعمليات الاحتكار ورفع الأسعار.

اشتمل برنامجه على تصورات للمستقبل القريب والبعيد، وخصوصا خطط تطوير المحافظات وتنميتها وإضافة مساحات جديدة لها تربطها بممرات مائية ومواقع تعدينية، بما يحسن معيشة أهلها ويفتح أبوابا جديدة للرزق أمامهم، وهو مخطط لا يجوز تأجيله بالنظر إلى معدلات النمو السكانى المرتفعة، وما تسببه من ضغوط على الخدمات والمرافق وحياة الناس فى عمومها.

سأنتخب السيسى لأنه يصدقنا مهما كانت الحقائق مؤلمة، ولا يبيعنا شعارات وأوهام غير قابلة للتحقق.

سأنتخبه لأنه استجاب لإرادة المصريين الذين وجدوا فيه منقذهم من حالة الفوضى والانفلات، وأملهم فى استعادة مصر القوية إقليميا ودوليا، وكان بإمكانه أن يبقى فى موقعه وزيرا للدفاع، يدير مؤسسة منضبطة يعرف أولها من آخرها، مستفيدا من مادة الدستور الاستثنائية التى حصنت منصبه لفترتين رئاسيتين، وجعلت تغييره بأمر المجلس العسكرى لا رئيس الجمهورية، وهى المادة التى زعم المتربصون وقتها أنها وضعت فى الدستور على مقاسه، وقد كشف بترشحه زيف ادعائهم وخبث طويتهم، واختار أن يتصدى ــ ونحن معه ــ لمشكلات تنوء بحملها الجبال.

بإذن الله مصر على الطريق.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات