لمصر والمصريين - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 8:46 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لمصر والمصريين

نشر فى : الإثنين 11 أغسطس 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 11 أغسطس 2014 - 8:00 ص

بعد ساعات من تفجير الساتر الرملى على شط القناة إيذانا ببدء العمل فى عمليات الحفر لمشروع تنمية قناة السويس، وهو تفجير رمزى شارك الرئيس السيسى فيه أولاد وبنات فى عمر الزهور، جرى تفجير خط الغاز بالعريش للمرة الخامسة والعشرين، وسبقه بساعات، قتل ضابط شرطة وخمسة جنود فى كمين بمطروح، وإطلاق نار على كمين آخر قرب مارينا.

رسالة الإرهابيين واضحة، عرقلة أى توجّه نحو المستقبل وبث اليأس والإحباط فى نفوس الناس.

رسالة السيسى ومعه كل المصريين أكثر وضوحا، نحن ماضون فى عملنا لن يوقفنا شىء، ولن تنل ضرباتكم البائسة اليائسة من عزيمتنا مهما كان ضحاياها، لا وقت لنضيعه معكم، لأننا سننتصر فى النهاية، ليس فقط بهزيمتكم ودحر مشروعكم الدموى التآمرى ومحاصرة أفعالكم الخسيسة الخبيثة، وإنما بالاتجاه بقوة نحو المستقبل، قفزا لا عدوا كما قال السيسى قبل انتخابه، وهو ما عكسته مطالبته للفريق مميش باختصار الفترة الزمنية للمشروع من 36 شهرا إلى عام واحد فقط، وهو التحدى الذى قبله رئيس هيئة قناة السويس وعكف ومعه فريق عمله على تعديل خطط وبرامج الحفر والتكريك والتطهير والتوسعة، تنفيذا لأمر القائد الأعلى للقوات المسلحة، كى يكون المجرى الملاحى الجديد جاهزا للعمل خلال عام واحد من الآن.

يقول الإخوان الكاذبون إن السيسى سرق مشروعهم، ويقول المدلسون من المتأبطين شرا بثورة المصريين العظمى فى يونيو 2013، إن مشروع السيسى دخان فى الهواء.

يعرف الإخوان وتابعوهم من الإرهابيين وجماعات القتل باسم الدين، والمتأبطون شرا ورفقائهم من منتسبى الجمعيات إياها وهتيفة «يسقط يسقط» أنهم يكذبون، وأن الفارق كبير بين المشروعين، شتّان بين الوطنية والخيانة.

فى المشروع الجديد سيكون تمويل بناء القناة مصريا خالصا، اعتمادا على الاكتتاب العام والبنوك الوطنية، أما مشروع الإخوان فاعتمد أساسا على فكرة الصكوك، وهم يعلمون تماما إلى أين تقود هذه الفكرة، فالقطريون جاهزون، ومن خلفهم وحولهم أعضاء التنظيم الدولى، مصريين ومن جنسيات أخرى.

مشروع تنمية القناة الجديد يبقى المنطقة المقترح تنميتها ضمن حدود الدولة إداريا وتحت سلطات مؤسساتها القانونية، أما مشروع الإخوان فسلخ منطقة القناة عن مساحة الوطن، تمهيدا لتسليمها لشركائهم من التراكوة والقطريين، فقد أعطى مشروع الإخوان لمرسى صلاحيات مطلقة فى تحديد حدوده الجغرافية واختيار رئيس مجلس إدارته وأعضائه وعزلهم واستبدالهم بآخرين متى شاء، وأعطى لهم سلطات الوزراء والمحافظين ورؤساء الهيئات العامة، أى أنه سحب من الدولة ولايتها القانونية والإدارية على بقعة من أرض الوطن، لينشئ دولة داخل الدولة، تدار لحساب أردوغان أو تميم أو التنظيم الدولى للجماعة.

الأخطر من ذلك، أنه أعطى لهم حق تقسيم الأراضى وتوزيعها وإنشاء المدارس والشركات والمستشفيات والنوادى والمراكز العلمية والثقافية، ويمكن طبعا أن تتخيل كيف كانت الأمور ستجرى لو تركت الأمور لهوى الأهل والعشيرة.

التفاصيل كثيرة ولا مجال كما قلنا للمقارنة، لكنها اللعبة التى يمارسها الإخوان والمتأخونون والمتربصون بالوطن، كى يشيعوا الإحباط بين الناس ويوهنوا عزائمهم.

لكن هذا ما جرى..

حين عدت إلى المنزل مساء يوم افتتاح مشروع القناة الجديد، وضعت ابنتان فى يدى ما بقى من مصروفهما، وطلبا منى أن أزيد عليه كى أشترى لهما أسهما من فئة العشرة جنيهات كى يصبحا مساهمين فى المشروع وفى مستقبل بلدهما.. وسأفعل.

تفاءلوا.. بإذن الله غدا أجمل.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات