الأمل يا فخامة الرئيس - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 12:49 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأمل يا فخامة الرئيس

نشر فى : الإثنين 12 مارس 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 12 مارس 2012 - 8:00 ص

الذين يقولون إن مصر لم تتغير، عليهم ان ينظروا إلى مشهد الانتخابات الرئاسية.

 

أكثر من 200 مرشح سحبوا أوراقهم فى أول يوم، سيتضاعف العدد حتى موعد إغلاق باب الترشح فى الثامن من أبريل المقبل، وقد يصل إلى خمسة آلاف حسب توقعات البعض.

 

وبصرف النظر عن الميول الاستعراضية التى دفعت كثيرين إلى سحب أوراق الترشيحات رغم علمهم أنهم خارج المنافسة، فإن المؤكد أن المشهد فى ذاته مناسبة للفرح، فهذا حدث نجرّبه للمرة الأولى، أن يختار المصريون رئيسهم بحرية، شخص واحد بين بدائل عدة.

 

كما تذكر فقد أجريت فى مصر «تمثيلية» انتخابات رئاسية على عهد الرئيس السابق، سخّرت لها آلة دعاية الحزب المنحل، وجرّب جهابذة الحزب ومستشاروه قدراتهم الفائقة فى النفاق والكذب والتدليس، بدءا من إنجازات الرئيس التى تتحدث عن نفسها فى ربوع المحروسة، وبرنامجه لإسكان الشباب وتشغيل العاطلين وتزويج العوانس واجتثاث الفقر من جذوره، وانتهاء بمشهد الرئيس الثمانينى يتصابى على طريقة أوباما، وقد خلع جاكيت البدلة واكتفى بقميص أبيض ورابطة عنق، منتشيا على إيقاع الأوبريت الملهم ذائع الصيت «اخترناك» الذى يعدد مآثره، ولماذا ينبغى على الشعب المصرى كله أن يختار رئيسه، الذى وعد فأوفى، وسطّر وقدّر.

 

فى هذه الأوقات، كتبت سلسلة مقالات عنوانها» لماذا لا ياسيادة الرئيس»، أعدد بدورى مساخر الرئيس ردا على مآثره التى احتشد لها حملة المباخر فى صحف الحكومة، والمدهش، أننى لم أتمكن من نشرها فى جريدة «الوفد» التى كنت أعمل بها، برغم أن الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد، كان منافسا للرئيس مبارك على منصب الرئاسة إلى جانب الدكتور أيمن نور، فنشرتها فى جريدة الدستور برعاية كاملة من صديقىّ الإبراهيمين، عيسى ومنصور.

 

ما علينا...

 

هذه المرة انتخابات حقيقية، فيها مرشحون محترمون، بدأ أكثرهم حملاته الدعائية قبل الانتخابات البرلمانية، وتسابق عمرو موسى وأبو الفتوح وصباحى والعوا وأبو اسماعيل إلى كسب تأييد الناس فى أقاليم مصر جميعها، وتحدثوا فى الصحف والفضائيات عن رؤاهم وتوقعاتهم، قبل أن ينضم إليهم أحمد شفيق ومنصور حسن، وهما رقمان مهمان فى السباق.

 

بقى أن نحسن نحن الاختيار، دون أن نقع فريسة لحملات المرشحين الدعائية، وقد قررت شخصيا أن أعطى صوتى للمرشح الذى يمنحنى أملا «حقيقيا» فى المستقبل، عبر برنامج واضح لتحسين أحوال الناس، لا الذى يدغدغ حواسى بالكلام عن الماضى والثأر من «الفاسدين المفسدين»، الذين يرقدون أصلا فى السجون

بانتظار حكم القضاء.

 

الأمل يافخامة الرئيس القادم هو كلمة السر، قل لنا ما الذى تستطيع فعله وكيف ومتى،لاتكذب ولاتتجمل، قل لنا: هنا أستطيع.. وهنا لاأستطيع، قل لنا هذا غدا وهذا بعد شهر وذاك بعد سنة.

 

قل لى الحقيقة وامنحنى أملا، أعطك صوتى.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات