فى انتظار محاكمة المشير - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 2:47 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى انتظار محاكمة المشير

نشر فى : الإثنين 10 سبتمبر 2012 - 8:10 ص | آخر تحديث : الإثنين 10 سبتمبر 2012 - 8:10 ص

ربما قبل رحيل المائة يوم التى أعلنها الرئيس مرسى موعدا للانتهاء من عدة ملفات مؤرقة لم يكتب لأيها النجاح حتى الآن: الأمن ورغيف العيش والقمامة والبوتاجاز والمرور، هذا إذا لم يظهر على الساحة حدث آخر جاذب للأضواء ومثير لانتباه الناس، وقادر على إحداث زخم ثورى و«اصطفاف» شعبى حول الرئيس وجماعته.

 

يخطئ طنطاوى وعنان لو تصورا أن صفحتهما طويت، بل هى مؤجلة إلى حين، فبدلا من إلقائها هكذا بلا طائل، يمكن للجماعة استخدامها للتغطية على فشل خطة المائة يوم.. هى العصا السحرية التى ستبتلع حيات السحرة وثعابينهم، وتبهر النظّارة والسابلة، وتخطف الأضواء بعيدا، وتشغل بال العامة ولو إلى حين.

 

قد يظهر حدث آخر، قادر على إحداث الأثر نفسه، فيخفى الحواة ورقة المشير والفريق، ليعاد إبرازها فى ظرف آخر، لكن المؤكد أن المحاكمة قادمة، فى الوقت الذى تراه الجماعة ويرتضيه الرئيس لأن «الشعب يريد محاكمة المشير» كما هتف شباب الجماعة فى لقاء الرئيس بـ«شباب الجامعات» قبل عدة أيام، وكما تعلم، فقد أكد لهم الرئيس أن كل من أخطأ فى حق الشعب سينال عقابه، وأن دماء الشهداء فى رقبته إلى يوم الدين، دون أن ينسى أن يذكرهم بأن يميزوا بين جيش مصر «الذى نقدره ونحترمه» وقادة عسكريين ارتكبوا أخطاء لابد أن يحاسبوا عليها.

 

ليس هذا دفاعا عن طنطاوى وعنان بحال، وإن كنت أرى ــ وكتبت ذلك أكثر من مرة ــ أن المجلس العسكرى هو أكثر الأطراف التى تعرضت للظلم من جميع الأطياف طوال المرحلة السابقة، لكننى فقط أذكرك بأن ثمة استحقاقات أخرى يتعين علينا أن نلتفت إليها، تتعلق بقدرة النظام الحاكم على الوفاء بوعوده، وانتشال البلاد من حالة الأزمة التى تعيشها، وتحقيق نجاحات على الأصعدة التى وعدنا بها الرئيس فى حملته الانتخابية.

 

طبعا ستقرأ فى مانشيتات الصحف الإخوانية ــ المباركية سابقا ــ كلاما كثيرا عن فتح جميع ملفات الفساد فى عهد النظام السابق، وحكايات مشوقة عن ملايين مصر المنهوبة، والمحاولات المستميتة لاسترجاع المرشح الرئاسى الهارب أحمد شفيق عبر الانتربول، ومحاكمته على ما اقترفه فى حق الثورة والثوار، فاقرأها وتفاعل معها كيفما شئت، ولا تنس أن تقارن بين ما كان يفعله النظام السابق للتغطية على إخفاقاته، وما يجرى أمام عينيك الآن.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات