الفرسان الثلاثة - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 9:07 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الفرسان الثلاثة

نشر فى : الإثنين 11 يونيو 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 11 يونيو 2012 - 8:00 ص

لعله الإمام على بن أبى طالب الذى قال لأصحابه ومناصريه ممن ظنوا أنه منزه عن الخطأ والخطايا: «خففوا عنى وقع نعالكم».

 

كان الإمام يقصد أن تتباعد عنه الحشود كى يمكنه أن يرى الحق حقا والباطل باطلا، فقد يعجبك التفاف الناس حولك ومبالغتهم فى تقديرك، حتى تظن أن الباطل لا يأتيك من بين يديك ولا من خلفك، يسكرك هتافهم ومديحهم، فيعمى بصرك وبصيرتك، حتى تفيق وقد سقطت بهم فى حفرة عميقة، أو أسقطوك ونجوا هم.

 

أغلب الظن أن أحدا من مرشحينا الخاسرين، ممن أقاموا الدنيا ولم يقعدوها عقب صدور الحكم بالمؤبد على مبارك والعادلى والبراءة لمساعدى الأخير، لم يقرأ قول الإمام على، الذى يشير فى إيجاز عبقرى إلى ما يمكن أن تقود إليه هذه الحالة من الوله بالذات، والاستجابة لهتافات الغوغاء مهما كانت بواعثها، والانتشاء بصيحاتها المؤازرة المؤلّهة، ولو على حساب الحق والحقيقة.

 

وكما تابعنا على مدى الأسبوع الماضى، فإن المرشحين الثلاثة، عبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى وخالد على، لم يكتفوا بالمشاركة فى التظاهرات الرافضة لحكم القضاء ــ وهى جريمة لا يجوز أن يرتكبها عامة الناس فما بالك بمرشح للرئاسة يقسم على احترام الدستور والقانون ــ بل زايدوا عليها بطرح مطامعهم الخاصة، من تشكيل مجلس رئاسى إلى عزل مرشح منافس إلى إعادة الانتخابات الرئاسية، بصرف النظر عن قرار المحكمة الدستورية العليا الذى لم يتبق عليه سوى أسبوع واحد، وبصرف النظر عما يراه أغلب الخبراء الدستوريين العدول، من عدم دستورية قانون العزل لأسباب بات يعلمها الكافة ولا حاجة هنا لتكرارها.

 

ما ارتكبه الفرسان الثلاثة أكّد لى ولكثيرين من أنصارهم أنهم ليسوا سوى «طلّاب سلطة»، كما كتب عنهم أستاذنا سلامة أحمد سلامة يوم السبت الماضى، فكما رفض أى منهم أن يتنازل للآخر قبل بدء السباق، ها هم يرفضون أن يخرجوا منه، مشككين فى نتائجه وفى القواعد التى حكمته، برغم أنهم قبلوها ورضوا بها منذ البداية، وهو سلوك يليق بلاعبى الورق على قهوة بلدى، أو بلاعبى الكرة الشراب فى دورة رمضانية، لكنه لا يليق بمرشحى رئاسة قدموا لنا أنفسهم باعتبارهم رجال دولة، وهم يمعنون فى ركوب الموجة، ودغدغة مشاعر البسطاء بشعارات كاذبة مضلة.

 

لعله الإمام على بن أبى طالب الذى قال أيضا: أن أكون ذَنبَا فى الحق .. خير من أن أكون رأسا فى الباطل

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات