خلطة قطر - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 5:04 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خلطة قطر

نشر فى : الإثنين 10 مارس 2014 - 5:50 ص | آخر تحديث : الإثنين 10 مارس 2014 - 5:50 ص

فى 14 يناير 2013، كتبت فى هذه الزاوية تعليقا على تسفيه البعض لحجم الخلاف بين مصر وقطر، واعتباره مجرد صراع «نجومية» بين سوزان مبارك والشيخة موزة، ولم أفهم وقتها علاقة هذا الصراع بالدعم القطرى اللامحدود لتنظيم الإخوان، وبالهجوم المتواصل لقناة الجزيرة على مصر، والذى يتنافى مع أبسط قواعد المهنية والموضوعية.

اسمح لى أن أعيد عليك بعضا مما كتبته آنذاك فى تفسير الموقف القطرى المعادى لمصر، والذى ثبت أنه أيضا معاد لجيرانها فى دول الخليج، وهو ما دفع السعودية والبحرين والإمارات لسحب سفرائها من الدوحة..

«قطر صنيعة أمريكية، فقد اكتشف الأمريكان أن إسرائيل حليفتهم الأولى والأبدية، غير قادرة على تحقيق طموحاتهم فى المنطقة، وأن اعتمادهم عليها وحدها قد يجلب لهم بعض الفائدة، لكنه قطعا لن يحقق الاستقرار المنشود فى منطقة غنية بحقول النفط، وأن تركيا على أهميتها لهم، تظل دولة غير عربية، فضلا عن ميراث من الاحتلال العثمانى يصنع حاجزا نفسيا بينها وبين جيرانها، أما قطر، فهى دولة عربية تربطها علاقة جيدة بإسرائيل، ومعاهدة للدفاع المشترك مع أمريكا، وبها واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية فى الشرق الأوسط، كما أنها ــ وهذا مهم أيضا ــ لا مشكلة لها مع إيران الشيعية، بعكس السعودية حليف أمريكا الأقوى والأقدم، التى تتهم إيران ومعها دول خليجية أخرى، بالسعى إلى زعزعة استقرار الخليج بدعم أقلياته الشيعية، أما قطر فهى تدعم حزب الله وحماس اللذين تدعمهما إيران، واللذين يتصدران ــ فى الميديا العربية ــ مشهد المقاومة للمشروع الصهيونى الاستيطانى، وهى ــ من ناحية ثانية ــ تقف فى طليعة المساندين للثورة السورية، والمطالبين بقوة برحيل بشار الأسد حتى لو تطلب الأمر تدخلا عسكريا دوليا، وهو موقف مناهض ــ حتى الآن على الأقل ــ لموقف إيران وحزب الله، وللموقف الحمساوى حتى وقت قريب، وإن كان متناسقا مع الموقف الأمريكى والإسرائيلى، وهو ما يجعلها تنال رضا قوى «الممانعة» المناهضة للمشروع الصهيونى من ناحية، وتحتفظ بصلاتها الاستراتيجية والتجارية والسياسية بأمريكا وإسرائيل من ناحية ثانية.

إنها ببساطة عملة ذات وجهين، ليس لديها تاريخ من المرارات لا مع أمريكا ولا مع إسرائيل، لديها حاكم طموح انقلب على أبيه سلميا قبل 18 عاما، ويرى لبلاده دورا أكبر مما يتصوره الآخرون، ليس فى جزيرة العرب فقط حيث الريادة السعودية التقليدية، وإنما فى منطقة الشرق الأوسط كله».

انتهى الاقتباس الطويل، والآن تسعى الشيخة موزة لزيارة مصر بحسب ما نقل عن الدكتور سعد الدين ابراهيم.

حسنا، هل هى محاولة لكسر عزلة قطر التى بدأت بوادرها تلوح فى الأفق بعد الموقف القوى لدول الخليج الثلاث، هل هى محاولة لتلطيف الأجواء بعد سنوات من تسميمها عبر قناة الجزيرة بتوجهاتها المشبوهة، وتآمرها الخسيس مع قوى دولية وإقليمية ضد مصر ودول عربية أخرى؟

الإجراءات على الأرض وحدها هى ما يثبت صدق النوايا، وقطر مطالبة بالكثير كى تكفر عن خطاياها، وإلى أن يحدث ذلك، لا بديل عن عزلها ومحاصرة جموحها غير المسئول.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات