خطة ترامب فى الصحافة الأجنبية - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 2:36 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خطة ترامب فى الصحافة الأجنبية

نشر فى : الإثنين 10 فبراير 2020 - 10:25 م | آخر تحديث : الإثنين 10 فبراير 2020 - 10:25 م

الصحف الأجنبية تواصل هجومها على خطة ترامب منتقدة ما جاء فى بنودها من إجحاف للفلسطينيين وتنديد المنظمات العربية والإسلامية واستنكار المسئولين الأمريكيين الديمقراطيين لما جاء فيها، ونعرض منها ما يلى:
نشر مركز بروكنجز للكاتب Shibley Telhamiــ زميل غير مقيم فى مشروع العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامى ــ مقالا له تحدث فيه عن خطة السلام واصفا إياها بأنها «خطيئة». عندما أعلنت إدارة ترامب عن خطتها للسلام، قامت بإصدار عدة بيانات موجزة وذلك لتقليل الانتقادات حول هذه الخطة ــ بما فى ذلك بيانات إعلامية محدودة للدبلوماسيين وقادة الكونجرس. كانت النتيجة فى البداية كتم المعارضة، وادعاء مسئولى الإدارة أنهم يتمتعون بدعم واسع النطاق، وتصوير الفلسطينيين على أنهم الوحيدون الذين يرفضون الخطة. حيث قامت الابنة الأولى إيفانكا ترامب بنشر تغريدة قالت فيها إن إيران والفلسطينيين هم فقط من يعارضون الخطة.
بالرغم من أن رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى أصدرت بيانًا معتدلا فى أعقاب تلاوتها لصفحتين كملخص للوثيقة المكونة من 181 صفحة. إلا أن ربع الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ ــ بمن فيهم ثلاثة مرشحين للرئاسة ــ أطلقوا رسالة إلى الرئيس ترامب يهاجمون فيها الخطة «أحادية الجانب» التى «تنتهك حق الفلسطينيين فى تقرير المصير».
وبعد أن قام الفلسطينيون بمشاركة وتحليل التفاصيل الكاملة للخطة مع وزراء الخارجية العرب فى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية، رفضوها بالإجماع. بعد الإشارة إلى أن الخطة ستؤدى إلى «نظام الفصل العنصرى» بدلا من وجود دولتين، وقال رئيس جامعة الدول العربية إن لم يكن متوقعا أن تكون نهاية طريق الصراع مخيبة للآمال وغير عادلة خاصة وأن كل مؤشرات الحل العادل متوافرة، وبعد خطوة جامعة الدول العربية واجتماع فى المملكة العربية السعودية، رفضت منظمة التعاون الإسلامى المؤلفة من 57 عضوًا الخطة بالإجماع.
***
كانت حقيقة أن الخطة قد صاغ معظمها صهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر والسفير الأمريكى فى إسرائيل (ومحامى إفلاس ترامب السابق) ديفيد فريدمان مقلقة للغاية للفلسطينيين بسبب مواقفهم المعروفة. فريدمان من كبار الداعمين لجمع التبرعات لإقامة المستوطنات الإسرائيلية. وهو ما ذهب إليه الكاتب Ely Karmon حيث قال «إن جاريد كوشنر والسفير ديفيد فريدمان والمبعوث الرئاسى جيسون جرينبلات ــ ليسوا خبراء فى الشرق الأوسط. إلا أنهم قريبون جدًا من دوائر المستوطنين الإسرائيليين، ولن يكون مفاجئا إذا زادت مظاهر معاداة السامية فى الولايات المتحدة خلال الحملة الانتخابية».
إلا أن الجانب الأكثر إثارة للقلق، هو المبدأ الأساسى الذى روج له فريق ترامب من أجل حشد مؤيدين: «الحاجة إلى تجاهل الماضى عند صياغة شروط الخطة».
أما بالنسبة إلى المستوطنات الإسرائيلية، فهى من الناحية الدولية غير شرعية. حيث قيل للفلسطينيين إنه يجب عليهم ألا يعيشوا فقط مع المستوطنين «كأمر واقع»، لكن ــ أيضًا ــ عليهم قبول تطبيق السيادة الإسرائيلية عليهم ولا شك أن هذا يشجع على انتهاكات القانون الدولى. تخيل أن يقال لأوكرانيا: «الروس يسيطرون بالفعل على أراضيكم، لذلك دعونا ننسى التاريخ ونفتح صفحة جديدة من الآن».
يعمد فريق ترامب إلى استغلال «عدم توازن القوة» لصالح إسرائيل فى صياغة الخطة... فمن قبل توسطت الولايات المتحدة فى إبرام اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر، وبذلك أخرجت أكبر جيش عربى من المعادلة، وقامت بحماية المستوطنات الإسرائيلية من القرارات الدولية عن طريق استخدام حق النقض «الفيتو» فى الأمم المتحدة فى كثير من مرة؛ وزودت إسرائيل بالميزة التكنولوجية للحفاظ على التفوق العسكرى فى المنطقة.
فى النهاية، يبدو أن الداعم الوحيد لخطة ترامب هو السرد التوراتى للتاريخ ــ وهو أمر مقلق للغاية. فكثيرا ما استخدم مسئولو ترامب، خاصة فريدمان، الكتاب المقدس فى صياغة السياسة الأمريكية تجاه الضفة الغربية والقدس. فاستخدام السرد الدينى للتاريخ كأساس للسيادة ليس خطأً فحسب، فهو ببساطة يساعد ويعزز من زرع بذور الصراعات التى لا تنتهى.
اليوم، إسرائيل هى المهيمنة، والفلسطينيون ضعفاء، والدول العربية مشتتة. سوف يقاوم الفلسطينيون بالتأكيد، وسيظل الرأى العام العربى فى يؤيدهم بدون أدنى شك. إلا أن واشنطن ستدفع الثمن، أمريكا ستجد نفسها تناصر القمع الإسرائيلى للفلسطينيين وهذا يخالف القانون والمعايير الدولية.
***
وفى مقال آخر للكاتب Ely Karmon ــ باحث فى المعهد الدولى لمكافحة الإرهاب ــ فى صحيفة The Jerusalem Post يرى فيه أن «خطة السلام» خرجت للنور فى هذا الوقت بالتحديد لخدمة المصالح السياسية للزعيمين (ترامب ونتنياهو) قبل شهر من الانتخابات فى إسرائيل، حيث يناضل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل بقائه السياسى والقانونى، وخلال مناقشة مساءلة «عزل الرئيس الأمريكى» فى مجلس الشيوخ.
وقبل نشر الخطة بشكل رسمى، كان واضحا لأولئك الذين يعرفون الشرق الأوسط، أن هناك احتمالا مُرجحا أنها ستسبب معارك سياسية شرسة وموجة جديدة من العنف. فالجانب الفلسطينى هو الضحية الرئيسية للخطة، بينما تظهر الخطة تفضيلا واضحا لإسرائيل بإعطائها السلطة والسيادة فى جميع المجالات الحيوية مثل المياه الإقليمية والحدود والكهرباء والأمن، وكل ذلك بدون تنسيق أو استشارة أو مشاركة السلطة الفلسطينية. وكما هو متوقع، رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الخطة بالكامل، وهدد بوقف التنسيق الأمنى مع إسرائيل.
واستكمل الكاتب مقاله متحدثا عن عرب إسرائيل ومدى تأثرهم بشدة من الخطة التى تعمل على إعادة ترسيم الحدود الإسرائيلية، بحيث تصبح «المجتمعات العربية» فى إسرائيل جزءًا من فلسطين. ولا داعى للقول إن رفع الأعلام الفلسطينية خلال احتجاجات «عرب إسرائيل» سيقنع المواطنين اليهود أنه من المستحسن نقل المدن والقرى الخاصة بهم إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وذكر الكاتب Ely أن ضم غور الأردن، إن لم يكن جزءًا من اتفاق وتفاهم شامِليْن مع الأردن، سيعرض استقرار اتفاقية السلام مع المملكة الهاشمية للخطر.
***
ضربت الخطة بحقوق وطموحات الفلسطينيين عرض الحائط، حيث تجاهلت مطالبهم بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مع حق اللاجئين الفلسطينيين فى العودة. فى حين تتحدث خطة ترامب عن الحاجة إلى نزع سلاح غزة ونزع سلاح حماس. لا تذكر الخطة كيف سيتم تنفيذ هذه الخطوة. وفى الواقع، لا يمكن التوصل إلى اتفاق حقيقى بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل طالما استمرت حماس فى السيطرة على غزة عسكريًا.
يقول الكاتب فى النهاية إن الرابحين الوحيدون على المستوى الإقليمى هم النظام فى طهران ــ الذى سيشجع بالتأكيد أى طرف فلسطينى على معارضة الخطة من خلال العنف والإرهاب ــ والرئيس التركى رجب أردوغان، الذى انتقد الخطة بشدة والذى له مصالح مع حلفائه من حماس فى غزة.

التعليقات