حبة خيال لله - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 5:04 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حبة خيال لله

نشر فى : الإثنين 9 فبراير 2015 - 7:40 ص | آخر تحديث : الإثنين 9 فبراير 2015 - 7:40 ص

هذا اقتراح سبق أن عرضته مبسطا وسريعا فى مقال سابق، واليوم أعيده بتفصيل أكبر مع صدور حركة المحافظين.

أتمنى أن يحظى المحافظون بدرجة أكبر من حرية الحركة والفعل واتخاذ القرار، وأن يديروا شئون محافظاتهم وفقا لما يرونه على الأرض وبعيدا عن مركزية العاصمة، وهى مسألة بسيطة وممكنة، لكنها تستلزم عدة شروط، أولها أن يكون لدى كل محافظ معلومات وبيانات «شبه دقيقة» و«شبه كاملة» عن موارد محافظته وطبيعة أنشطة ساكنيها فى القرى والمدن، وتعدادهم ونسبة المتعلمين بينهم وأعداد تقريبية للعاطلين وإمكانات سوق العمل، فضلا عن الاحتياجات العاجلة من شبكات صرف صحى وكهرباء ومياه شرب وغيرها.

أعرف طبعا أن هذا قد لا يكون متوافرا بالصورة المطلوبة، لكن تحقيقه ليس عسيرا ولن يستغرق وقتا طويلا كما يتوقع البعض، فهناك قواعد بيانات لدى مركز معلومات مجلس الوزراء والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء والوزارات المعنية كالتجارة والصناعة والقوى العاملة وغيرها، يمكن استخدامها كبيانات استرشادية لوضع خطط العمل وتحديد الأولويات، وهذه مسألة مهمة للغاية، فلا أتصور أن يبدأ المحافظ عمله دون خطة أداء واضحة، ولا يمكن أن يكون دوره هو «تسيير الأمور» حتى لو سارت بكفاءة.

مطلوب من المحافظين الجدد أن يتجاوزوا فكرة تسيير الأمور، وأن يتسم أداؤهم بقدر أكبر من الابتكار والتفكير الخلّاق الذى يتناسب وطبيعة المشكلات المعقدة التى تواجهها محافظاتهم، ولهذا طرحت فى البداية فكرة أن يتمتع المحافظ بقدر أكبر من الاستقلالية وحرية الحركة.

مطلوب من المحافظ أن يعرف بأكبر قدر ممكن من الدقة طبيعة المشكلات التى تواجهها مدن وقرى محافظته، وأن يعمل على خلق موارد ذاتية لتجاوزها، دون الوقوف عندما تمنحه له الدولة ضمن الموازنة العامة، وأن يستفيد من عوائد بعض المدن ذات الطبيعة الصناعية أو التجارية أو السياحية، لتنمية المدن والقرى الأقل إنتاجا.

على سبيل المثال، إذا كانت الأقصر تحقق عوائد مالية من السياحة، فإن نسبة من هذه العوائد لابد أن تتجه للقرى الأكثر فقرا هناك، فى صورة بناء مستوصفات أو مصانع ومشروعات صغيرة لتشغيل الشباب، أو بناء مدارس أو إقامة شبكات صرف صحى ومياه شرب نظيفة، كما أنه ليس مقبولا ولا منطقيا أن يكون لدينا مدن تجارية نشطة مثل دسوق وطنطا وبورسعيد، وأخرى صناعية كدمياط وقليوب والعامرية ونجع حمادى والإسماعيلية والسويس، وثالثة سياحية كالإسكندرية والغردقة وأسوان والأقصر، وحولها قرى تعانى فقرا مدقعا ونقصا مريعا فى الخدمات الأساسية، فضلا عما تعانيه هذه المدن ذاتها من ترد وإهمال.

خطة المحافظ لابد أن تحدد أولوياته، وأن تتضمن جدولا زمنيا لحل هذه المشكلات، وأن يتم تقييمه وفقا لما تحقق من الخطة، وأن تدعم الدولة المحافظ صاحب الأفكار الإبداعية، الذى نجح مثلا فى تشغيل أكبر عدد من الشباب أو خفض نسبة الأمية أو إنشاء مستشفيات ومدارس جديدة فى قرى حرمت منها، أو حتى فى تخفيض نسبة الزيادة السكانية والكثافة المرورية فى نطاق محافظته.

هى أفكار بسيطة وممكنة لو خلصت النوايا وفكّرنا قليلا خارج الصندوق، وتجاوزنا القيود البيروقراطية التى تعوق انطلاقنا.

شىء من الخيال مع كثير من الهمّة والإخلاص وقليل من الفساد، مصر تصبح أجمل.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات