عن الجمعيات والتمويل - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 6:00 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن الجمعيات والتمويل

نشر فى : الإثنين 9 يناير 2012 - 9:10 ص | آخر تحديث : الإثنين 9 يناير 2012 - 9:10 ص

 لو أن أحدا وصفك بما ليس فيك، واتهمك زورا وبهتانا بأنك كذّاب أو منافق أو مرتشٍ، ماذا سيكون ردك؟ أغلب الظن أنك ستبادر إلى نفى هذه الاتهامات الباطلة، وستستعين بكل ما لديك من أدلة وبراهين لتبرئة نفسك، ثم لابأس أن تنشغل بعد ذلك بالبحث عن الأسباب التى دفعت هذا الشخص للإساءة إليك وتلويث سمعتك.

 

لكن المنظمات التى اتهمتها الحكومة بالعمل دون ترخيص وتلقى تمويلات من جهات أجنبية وتهديد الأمن القومى سلكت طريقا آخر، وبدلا من الرد على الاتهامات ببيانات تؤكد شرعية الموارد وأوجه الإنفاق، أمطرونا بوابل من التصريحات الصحفية عن «المداهمات» و«الاقتحامات» التى تعرضت لها مكاتبهم، برغم أنهم أكدوا للقريبين منهم أن عمليات تفتيش المقار تمت بهدوء ووفق الإجراءات القانونية المتعارف عليها، لكن كما جرت العادة، فإن حديث الغرف المغلقة شىء، وحديث الإعلام شىء آخر.

 

التحقيقات فى التمويل الأجنبى للجمعيات الأهلية بدأت منذ ستة أشهر على الأقل، ومازلت أذكر اللغة العنيفة التى خاطب بها سعدالدين إبراهيم وزير التضامن «اليسارى» جودة عبدالخالق حين تحدث عن خطورة التمويل الأجنبى وضرورة خضوعه لقوانين الدولة، فقد قال له تقريبا «خليك فى التموين بتاعك ولا تقترب من الجمعيات الأهلية».

 

الأمر ذاته جرى فى الأزمة الأخيرة، فلم يتورع بعضهم عن الغمز فى قناة وزيرة التعاون الدولى ووزير العدل، باعتبارهما من الفلول، ويسعيان إلى تقليم أظافر هذه الجمعيات عقابا لها على الدور الذى لعبته فى كشف فساد النظام السابق، وجرائم التعذيب التى جرت فى عهده.

 

كلنا يعرف الدور المهم الذى لعبته وتلعبه منظمات المجتمع المدنى المحترمة فى التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما يجعلنا نطالب بزيادة عددها وتوسعة رقعة عملها وأوجه نشاطها باعتبارها رافدا أساسيا لبناء مصر الجديدة، لكن كلنا يعرف أيضا أن عددا لايستهان به من هذه الجمعيات يلعب أدوارا مشبوهة، وبعضها ليس سوى دكاكين للاسترزاق والتهليب، وأن هناك «وكلاء» مهمتهم توصيل العملاء بالجهات المانحة، وفى هذا الإطار يصبح السؤال عن علاقة «فريدوم هاوس» بالمخابرات الأمريكية وجماعات الضغط الصهيونية مشروعا،والاستفسار عن أنشطة المعهد الديمقراطى والمعهد الجمهورى التابعين للحزبين الكبيرين فى أمريكا مبررا، خصوصا مع إصرارهم على كتابة التقارير وتدريب النشطاء وعقد الندوات حتى قبل الحصول على التراخيص اللازمة.

 

أمس الأول كتب أستاذنا سلامة أحمد سلامة فى مقاله: «حين يتضح أن نحو 20 منظمة تعمل بتمويل أجنبى لتحقيق أهداف سياسية، سواء فى جمع المعلومات أو تقديم التقارير لحساب سفارات وجهات أجنبية، فنحن بإزاء وكالة من غير بواب».

 

فهل هذا هو ما يريدون؟

 

حما الله مصر من أعدائها.. وأبنائها.

 

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات