بمناسبة الحل الأمنى - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 4:26 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بمناسبة الحل الأمنى

نشر فى : الإثنين 8 ديسمبر 2014 - 8:15 ص | آخر تحديث : الإثنين 8 ديسمبر 2014 - 8:15 ص

هذه بديهة يدركها حتى من ينكرونها، لكنهم يلتفون حولها ويناورون ويداورون.

ببساطة..

لولا الضربات الأمنية المتلاحقة ومطاردة خلايا الإخوان وعناصرها النشطة والنائمة وتوسيع دوائرالاشتباه وتجفيف منابع التمويل فى الداخل والخارج، ما أمكن تحجيم تظاهرات الإخوان وفعالياتهم العدائية ضد الدولة والناس إلى هذا الحد.

لولا عمليات الجيش فى سيناء والإصرار على هدم الأنفاق ومطاردة الإرهابيين فى الجبال والكهوف، لامتدت نيران الإرهاب إلى كل مدينة مصرية، ولكانت نتائجه الكارثية وضحاياه،أضعاف مانلاقيه الآن.

هذا لايعنى أن الإرهاب انتهى أو انه سيتوقف فى المدى المنظور، فنحن نعرف أن معركتنا مع الإرهاب طويلة وممتدة، لكنه يعنى أن ملاحقة عناصره وتوجيه ضربات استباقية تجهض مخططاتهم، تقلل إلى أدنى حد آثاره السلبية على الوطن.

كما أننا نعرف أن الجماعة وأتباعها لن تتوقف عن التظاهر والعنف ومحاولات إفشال الدولة وتنكيد حياة الناس، ولن تفوت فرصة لتقويض النظام وإرباكه، فالجماعة لاتنسى ثأرها أبدا،وستبقى على حالها من التربص والمكايدة والمناكفة مابقى فى جسدها نيران حقد وغل ضد دولة وطنية ينكرونها، ومجتمع لفظها وكتب نهايتها بعد سنة واحدة من حكمها.

أقول هذا للإخوة الذين يرددون على مسامعنا ليل نهار ماهو معلوم من السياسة بالضرورة،وكأنهم يعيدون اختراع العجلة :«الحل الأمنى لن يوقف وحده العنف والإرهاب ولن يقضى على الإخوان وجماعات الإسلام السياسى».

المسألة لاتحتاج إلى تنظير، طبعا الحل الأمنى وحده ليس شاملا ولاناجزا، لكنه ضرورى عند مرحلة معينة، أما على المدى الطويل، فإن مقاومة الإرهاب والضلال الفكرى الذى تتبناه مجموعات يعتد بها ضمن تيار الإسلام السياسى، تستلزم جهودا ورؤى تربوية وتعليمية وثقافية وإعلامية شاملة.

بالمناسبة، الرئيس السيسى كرر هذا المعنى أكثر من مرة، وكذلك رئيس الحكومة، لكننا ندرك مثلهما، أن هذه الحلول على أهميتها وضرورتها القصوى تحتاج سنوات لتؤتى ثمارها.

لاأدافع عن الحل الأمنى بحال، ولاأدعو إلى استبعاد الحلول الأخرى، بل أدرك مثلكم وجاهتها وعمق تأثيرها، وأتمنى أن ينصلح حال التعليم والإعلام والثقافة والسياسة والأزهر والكنيسة غدا أو بعد غد، لكنك تعرف أن الأمور لن تجرى أبدا على هذا النحو.

ويبقى الإطار الأهم هو عجز القوى المدنية عن صياغة بدائل، فهذه القوى أثبتت على مدى سنوات أربع أنها مجرد ظواهر صوتية ووجوه فضائية لاأكثر ولاأقل.

هذه القوى تعرف يقينا أن لاوزن لها فى الشارع، وأن ملايين المصريين التى ترفض الإخوان وتوابعهم، تتشوق إلى بديل مدنى لم تنجح فى تقديمه لا الأحزاب القديمة ولا الجديدة، وأن الإخوان وحدهم، هم التنظيم الوحيد الذى يغطى بأعضائه ومكاتبه الإدارية وخلاياه التنظيمية أقاليم مصر كلها.

يمكن طبعا أن تتكلم عن ثلاثين عاما من التجريف السياسى وتزوير الانتخابات وتزييف إرادة الناس والتضييق على الأحزاب.

يمكن أيضا أن نتكلم عن تأثير المال السياسى والزيت والسكر واستغلال فقر الناس وحاجاتهم وتوظيف الدين لأغراض سياسية.

هذا كله مفهوم ونتفق عليه، لكننى أتحدث عن لحظة راهنة ترسم أمامنا ملامح هذه الصورة التى لاتبدو إيجابية تماما، وقد آن أوان تغييرها، الأمر يحتاج جهودا جبارة من الدولة والحكومة، لكنه يحتاج أيضا جهودا موازية من الأحزاب السياسية، كى تقدم للناس بديلا عن نظامى مبارك والإخوان معا.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات