«لوددت لو أستطيع قطع لسان كل محام يستعمله فى الطعن على الحكومة» نُسبت هذه الكلمات إلى نابليون عندما عرض عليه اول قانون لتنظيم مهنة المحاماة فى فرنسا خلال ١٧٩٠ عبر نابليون فى القرن السابع عشر عن رغبه كل الحكومات المستبدة فى القرن الحادى والعشرين. فى مصر نحن امام مهنة يخططون كى تندثر. فى اقسام الشرطة اصبح المحامون هدفا دائما للإهانات، يقفون على ابواب الاقسام بالساعات لمعرفة مصير موكليهم، وفى خلال ذلك الوقت يعتدى عليهم افراد الشرطة بحجة حفظ النظام.

لا يستطيع المحامى ان يدخل إلى قسم الشرطة لمعرفة مصير موكله الذى اِنتزع من فراشه بليل أو احتجز لأن حظه العاثر جعل مظاهرة تسير بجواره فقررت قوات مكافحة الشغب ان تقبض عليه من باب الاحتياط. لو استطاع المحامى الوصول إلى داخل قسم الشرطه فإنه يدخله خائفا يترقب. يمكن ببساطة لأى ضابط ان يتهم المحامى بأنه اعتدى على أى عنصر من عناصر الأمن، التهمة سهلة وشهودها موجودون والعقوبة الحبس. لو كان المحامى من هؤلاء الذين يتصورون ان لمهنتهم حصانة، فجزاؤه الاتهام «بحيازة سلاح ابيض» أو «حيازة مخدرات».

سوف يجد الضابط من رجاله من هو على استعداد لحلف اليمين بأنه رأى الجريمة، ثم صيام ثلاثة ايام ككفارة. امام النيابة العامة تتم معاملة المحامين بازدراء. ليس لدى كل المحامين ملفات يهددون بفتحها، ولا يملكون بالقطع خمسين الف ساعة من التسجيلات للمحادثات التليفونية للمصريين!!. سلاحهم القانون فمن يهتم؟.

يقف المحامى بالساعات على ابواب وكلاء النيابة فلا تُفتح لهم، الباشا مشغول... الباشا فى اجتماع مع المحامى العام... النائب العام طلب الباشا فذهب، «تعالى بكره». لا يتم السماح للمحامى بتصوير اوراق القضية الموكل فيها، ولا حتى الاطلاع عليها، لا يتم السماح للمحامى بزيارة موكله منفردا، من النادر ان يجاب محام إلى طلب يطلبه فى النيابة أو تتحرك النيابة مع المحامى بسرعة كافية لمساعدته فى اثبات جريمة أو نفيها. امام القضاء تتعرض مهنة المحاماة لمحنة عظيمة. فى كثير من تجديدات الحبس يدخل المتهمون جملة إلى القاضى ويتم تجديد الحبس لهم جملة ايضا، لا وقت لسماع مرافعه أو دفاع، وان حدث فهو امر شكلى للغاية، باعتبار ان الدستور يقول ان حق الدفاع مكفول!!. بعد كل ذلك يخرج الضابط الذى اتهم المحامى ظلما من الخدمة، ويستقيل وكيل النيابة من منصبه أو يُقال، فتقبله نقابه المحامين عضوا بها. نعم يتحول الباشا إلى محام ولكن باعتبار انه كان من اصحاب النفوذ فإنه قد لا يتعرض لما يتعرض له من بدأوا حياتهم فى تلك المهنة، الناس مقامات. اين نقابة المحامين من كل ذلك؟ قامت بكل ما تستطيعه جمعت الف محام وتوجهت لزيارة مشروع توسعة قناه السويس. ربنا معاهم.