مظلومية الموسيقار محمد فوزى - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:31 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مظلومية الموسيقار محمد فوزى

نشر فى : الإثنين 8 أبريل 2019 - 10:25 م | آخر تحديث : الإثنين 8 أبريل 2019 - 10:25 م

فى التاسع عشر من أغسطس عام 1918 ولد محمد فوزى حبس عبدالعال الحو فى منزل ريفى تقليدى بقرية كفر أبوجندى التابعة لمركز قطور القريب من مدينة طنطا عاصمة مديرية الغربية.. بهذا التاريخ، ومكان الولادة، وبشهادة ميلاد رسمية يكشف عنها لأول مرة، ينهى الناقد والمؤرخ الفنى أشرف غريب، الجدل بشأن العام الذى ولد فيه الفنان والموسيقار الراحل الذى يحتفى غريب بمئويته عبر إصداره الجديد «محمد فوزى.. الوثائق الخاصة»، عن دار بتانة للنشر.
مولد فوزى فى العام نفسه الذى ولد فيه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر (15 يناير 1918)، ليس الرابط الوحيد بين الرجلين اللذين شاءت الأحداث أن تجعل من كل ذكر لحياة فوزى استدعاء لاسم شريكه فى عام الميلاد، وخاصة ما يتعلق بأيام الموسيقار الراحل الأخيرة، وما يتردد عادة عن ظلم ناصر ورفاقه لفنان أسعد، ولايزال، ملايين المصريين والعرب بألحانه وأغنياته وأفلامه التى تسعى بين الناس.
جانب من هذا الحديث الذى يكون تلميحا أو تصريحا، عن علاقة محمد فوزى وثورة يوليو، ومدى الظلم الذى وقع على فنان موهوب، وقامة موسيقية كبرى، من نظام عبدالناصر، أفرد له غريب مساحة معتبرة من كتابه، الذى يشكل القول الفصل فى العديد من المحطات الرئيسية فى مسيرة فوزى الفنية، عبر منهج توثيقى تحليلى صارم يليق بمؤرخ فنى كبير.
الكتاب تحول قبل أيام إلى وجبة شهية للجدل والحوار الجاد فى ندوة عقدتها دار بتانة، احتفاء بالعمل ومؤلفه، وشارك فيها الناقد الموسيقى الدكتور زين نصار، وعازفة الفلوت والناقدة الموسيقية أيضا الدكتورة رانيا يحيى، وأدارها الناقد شعبان يوسف، بحضور العديد من النقاد الفنيين والصحفيين ومحبى محمد فوزى، الذى قدم الفنان حسن زكى عددا من ألحانه التى وضعتنا فى أجواء الموسيقار العظيم.
الندوة كانت فرصة لتقليب حياة محمد فوزى من مختلف جوانبها، كما فعل أشرف غريب فى كتابه الحافل بالمحطات، الكبيرة منها والثانوية، فى مسيرة صاحب الإسهامات الغنائية البارزة سواء العاطفى منها أو الوطنى جنبا إلى جنب الأغنيات الدينية وأغنية الطفل، فضلا عن أعماله السينمائية التى تعد جزءا أصيلا من تاريخ السينما المصرية فى سنوات مجدها.
بالطبع حياة محمد فوزى تعد كتابا مفتوحا للعديد من الناس، غير أن ذلك لم يمنع أشرف غريب من الغوص فى أعماق مناطق شائكة، وأن يزيل كثيرا من اللبس وحتى الغموض فى بعض المناطق، ولم يفعل كما يفعل كتاب الأعمال التى تتناول حياة المشاهير من تجميل للصورة، وتجنب الحديث عن المثالب والعيوب، فنجده يعالج قضية تعدد علاقات فوزى النسائية بجرأة كبيرة، معتمدا على أحاديث وحكايات موثقة يصعب نفيها، أو التملص منها.
غير أن محاولة غريب إيجاد تفسير منطقى، لـ«مظلومية» فوزى مع ثورة يوليو وجمال عبدالناصر، واجتهاده فى تتبع قصة تأسيس وتأميم «شركة مصنع الشرق للاسطوانات ــ محمد فوزى وشركاه»، وكيف بدأت كحلم، انتهى إلى كابوس تسبب بمرض فوزى ومن ثم موته عن عمر لم يتجاوز 48 عاما، لن تنهى الجدل والنقاش.
فقد أظهر الكتاب الموسيقار الراحل وكأنه كان الشغل الشاغل لثورة يوليو، وبدا وكأن قرارات التأميم فرضت خصيصا لملاحقة فوزى، عقابا له على الانحياز إلى الرئيس الراحل محمد نجيب، وأنها جاءت لصالح الفنانين محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ اللذين أسسا شركة صوت الفن المنافسة لشركة مصر فون التى يمتلكها فوزى، بل والتعريض بعبدالحليم حافظ لأنه قام بالتعاون مع شريك أجنبى بإنشاء مصنع مماثل لمصنع فوزى للأسطوانات فى قبرص «بعيدا عن الأعين فى مصر»!
وعلى الرغم من الخلاف مع ما جاء فى الكتاب عن علاقة فوزى بثورة يوليو، أو ما يحب البعض تسميته بنقمة يوليو على الفنان الراحل، أسجل أعجابى بالجهد الكبير الذى بذله أحد نجباء دفعتى فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، ورئيس تحرير مجلة الكواكب السابق الذى عرفناه طالبا مجدا وصحفيا يتحلى بالموضوعية، وحسن اختيار قضاياه.

التعليقات