لماذا الانتخابات أولاً - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 8:11 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا الانتخابات أولاً

نشر فى : الإثنين 7 نوفمبر 2011 - 12:15 م | آخر تحديث : الإثنين 7 نوفمبر 2011 - 12:15 م

قلت لك فى الأسبوع الماضى ألا تلقى بالا لما يقال عن عدم جدوى الانتخابات، وهى المقولات التى يتوسل إليها أصحابها عبر عدد من المقدمات من نوعية أن الدولة رخوة، وأن الأمن غائب، وأن البرلمان المقبل لن يكون ممثلا لقوى الثورة وشعاراتها الكبرى: حرية، كرامة، عدالة اجتماعية.

 

قلت لك أيضا إن السياسة تصنعها برامج الأحزاب ومنافسات القوى السياسية تحت قبة البرلمان، لا صياحات الشوارع وبرامج التوك شو، وأن بديل نجاح الانتخابات هو إغراق مصر فى الفوضى، وإعادتنا إلى المربع رقم صفر.

 

قلت لك إن زمن الحزب الواحد ولّى، وأن تداول السلطة لم يعد حلما بعيد المنال، فالمعارضون اليوم قد يحكمون غدا، والأحزاب الصغيرة تكبر بالعمل والمثابرة والتواصل مع الناس، وإن شرعية الحشد لا تلغى، ولا ينبغى لها أن تلغى شرعية القانون.

 

اليوم أكمل بأن الانتخابات المقبلة هى خطوتنا الأهم لهدم ما تبقى من النظام القديم، وبناء نظامنا الجديد.

 

الانتخابات المقبلة ــ أيا كانت نتائجها ــ هى اختيارنا الحر لأول مرة منذ عشرات السنين، وعبرها ستولد أول شرعية من رحم الثورة، صحيح أن استفتاء مارس أعطى شرعية ما للمجلس العسكرى، لكن الشرعية المتولدة عن انتخابات البرلمان أقوى وأهم، فنواب الشعب يمكنهم البدء فورا فى سن قوانين لم يكتب لها أن ترى النور فى المرحلة الانتقالية لأسباب مختلفة، يمكنهم أن يعيدوا لمفاهيم العدل الاجتماعى أولوياتها المفترضة، بعدما غيّبها ضجيج النخبة وسجالها حول أمور بدت بعيدة عن حاجات الناس.

 

 نواب الشعب بوسعهم أن يختصروا الفترة الانتقالية وأن يبدأوا الانتخابات الرئاسية فورا عقب تشكيل الحكومة واختيار الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، ليكون لدينا حكومة ورئيس ودستور جديد قبل منتصف العام المقبل.

 

شرعية البرلمان المقبل ستلغى المماحكات بين القوى السياسية من ناحية، والمجلس العسكرى والحكومة من ناحية ثانية، وستزيل الشوائب العالقة فى العلاقة بين الطرفين، وستضع القوى السياسية أمام مسئولياتها، وسيكون بالإمكان مساءلة الحكومة الجديدة، واختبار قدرتها على تحقيق ما يصبو إليه الناس، الذين يتساءلون عن جدوى الثورة إذا كانت معاناتهم فى تحصيل أرزاقهم وتوفير حاجاتهم الأساسية مازالت على حالها.

 

الانتخابات المقبلة هى فرصتنا لتحويل طاقة الغضب التدميرية إلى فعل هادف بنّاء، واكتشاف قدراتنا الحقيقية التى غيّبها الفساد والاستبداد.

 

الانتخابات المقبلة هى أول خطوة لبناء مصر الجديدة.

 

صدقنى، هذه المرة بجد: صوتك أمانة.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات