المهم أن نفهم - نجاد البرعي - بوابة الشروق
الخميس 16 مايو 2024 12:33 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المهم أن نفهم

نشر فى : الإثنين 7 سبتمبر 2015 - 5:55 ص | آخر تحديث : الإثنين 7 سبتمبر 2015 - 5:55 ص

فى سبتمبر ٢٠٠٨ كتب الدكتور عبدالمنعم سعيد مقالا فى المصرى اليوم بعنوان «فى انتظار الثورة» يسخر فيه ممن يبشرون بقيام الثورة. بعد اسبوع كتبت فى ذات الصحيفة مقالا بعنوان «تمهل قليلا فالطوفان قادم». كان المقال يؤكد أن الثورة قادمة وبسرعة. كانت فكرة الدكتور عبدالمنعم سعيد وقتها ان المصريين لن يثوروا لأن الكتلة الحرجة منهم «أحوالها لا بأس بها من ناحية، كما أنها لا تعرف على وجه التحديد ماذا سوف يكون عليه الحال بعد الثورة». وكانت فكرتى « أن هناك عدم عدالة فى توزيع الدخل القومى وانه حين يستولى ٢٠٪ من المصريين على ٨٠٪ من الدخل القومى، ويبدأ الناس فى الانتحار هربا من الضائقة المالية فإنه يتعين أن ننتظر الثورة». اليوم يشعر المصريون بأن هناك حالة من التمييز بهدف خلق طبقة جديدة من «النبلاء ». الطبقة الجديدة يجرى تكريسها من رجال القضاء وكبار الضباط واعضاء السلك الدبلوماسى. منذ ابريل الماضى حصل القضاة على مكافآت تتراوح ما بين ٣٠٠٠ الى٥٠٠٠ جنيه تحت مسميات «بدل منصة، علاج، بدل جهود غير عادية »؛ فضلا عن زيادة قدرها ٣٠٪ من الراتب. الامر لا يختلف بالنسبة للضباط، وان كان اقل من ذلك بالطبع. اعضاء السلك الدبلوماسى يتمتعون برواتب ومزايا ضخمة يتم حسابها بطريقة وصفها تقرير لهيئة مفوضى الدولة بأنها « تخالف الواقع، وتنطوى على إهدار لمبادئ العدل والمساواة لدى القانون بالمخالفة للدستور». لا يمكن ان يكون قرار وزير التعليم باستثناء ابناء القضاة وكبار الضباط من قواعد التوزيع الجغرافى بمبادرة شخصية منه، تلك سياسة دولة، هو مجرد أداة للتنفيذ. الالتحاق بالطبقة الجديدة لا نعرف له قواعد محددة ولكننا نعرف ان جُل من يلتحقون بها هم من الاقارب أو من لف لفهم. نُسب إلى وزير الداخلية السابق انه «يُسهل لأبناء واقارب الضباط الالتحاق بكلية الشرطة وانه لم يرفض طلبا لضابط فى هذا الامر». مجلس القضاء الاعلى منع عمدا وعلنا اكثر من مائة وثمانين طالبا متفوقا من الالتحاق بالقضاء بحجة ان «اباءهم لا يحملون مؤهلات عالية»، لم يكن بينهم «ابن زبال واحد». كلية الاقتصاد والعلوم السياسية اصبحت حكرا على ابناء القاهرة وحدهم. فى كتابه المهم «الثورة الفرنسية ١٧٨٩ــ١٧٩٩» قال المؤلف «جان كليمان مارتان» ان طبقة النبلاء كانت تتألف من٣٠٠ الف شخص فى بلد تعداده ٣٠ مليونا، وانه «كان يكفى آنذاك أن تولد فى عائلة نبلاء لكى تفتح أمامك أبواب الدولة والتوظيف والثروة على مصراعيها. أما إذا شاء لك الحظ العاثر أن تولد فى طبقة شعبية أو فلاحية فالويل لك». الاستقرار لا يحميه الا مواطنون يشعرون بأنهم متساوون فى الحقوق والواجبات. ذلك درس التاريخ من لويس السادس عشر مرورا بمبارك ومرسى. المهم ان نفهم.


نجاد البرعى
negad2@msn.com

التعليقات