من مدرجات كأس العالم - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 6:34 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من مدرجات كأس العالم

نشر فى : الإثنين 7 يوليه 2014 - 11:45 ص | آخر تحديث : الإثنين 7 يوليه 2014 - 11:45 ص

لا يفتى ومالك فى المدينة، ولا يكتب فى الرياضة وبيننا فى «الشروق» حسن المستكاوى، لكننى أسجل فقط ملاحظات على مدرجات البطولة الكبرى للعبة الشعبية الأولى فى العالم.

لفت نظرى ــ وأظن أنه شد انتباهك أيضا ــ أن مشجعى الفريقين المتنافسين يجلسان معا فى المدرجات ذاتها، مشجعو البرازيل إلى جانب مشجعى كولومبيا، مشجعو الأرجنتين يجاورون مشجعى بلجيكا، جمهور فرنسا يهتف لفريقه، فيما يلهب جمهور ألمانيا حماس لاعبيه فى اللحظة ذاتها وفى المكان ذاته.. الجميع يغنى ويرقص ويصرخ ويهتف، وربما يبكى على ضياع فوز أو يحزن لفرصة ضائعة، معا، جنبا إلى جنب، لا فواصل ولا حواجز أمنية خوفا من حدوث اشتباكات بين الطرفين، رغم أننا نتحدث عن شعوب وثقافات مختلفة، وربما مرارات وحساسيات سياسية عميقة، لكن ذلك كله يزوى على المستطيل الأخضر وتتوه تفاصيله بين أقدام اللاعبين، ويبقى انتزاع الآهات وصيحات الاستحسان رهنا باللعبة الحلوة والأداء المميز، وفى أقصى لحظات الحماس، وحين يلحظ أحدهم أو إحداهن أن كاميرا الملعب فى اتجاهه، فإنه يتقافز من الفرح، يلوح لملايين المشاهدين حول العالم بيديه، أو يلقى لهم قبلة كى يتشاركا هذه اللحظة الاستثنائية من السعادة.

لعلك لاحظت أيضا أن محبى كرة القدم هم جمهور عريض من الرجال والنساء من كافة الأعمار، شاهدنا رجالا ونساء فى السبعين، صبغوا وجوههم بألوان بلادهم، وشاركوا أقرانهم هذا الهوس اللطيف بالتقاليع والابتكارات والتفانين التى تحمل دلالات بعينها، وتضفى مزيدا من البهجة والمرح على هذا العرس الاحتفالى، هذا ما يعطى كرة القدم ميزتها، هذا ما جعل منها اللعبة الشعبية الأولى فى العالم، إنها للكبار والصغار؛ ولذا، فإننا نخطئ كثيرا حين نختصر جمهور كرة القدم كله فى مجموعات الألتراس، وهى فى مجملها تضم جماعات من الصبية والشباب صغار السن، من سن الرابعة عشرة إلى السنوات الأولى من العشرينات.

صار هؤلاء بأغنياتهم ودخلاتهم وحماسهم الزائد، وأحيانا تجاوزاتهم ومشاغباتهم، هم عنوان جمهور الكرة فى ملاعبنا، وتسابق إلى كسب ودهم لاعبون ومعلقون ورؤساء أندية، حتى أفقنا على كوارث إنسانية هى مما نتوقعه فى ساحات الوغى لا ملاعب الترفيه.

ولعلك لاحظت أن الجمهور العربى حين أراد أن يضع بصمته فى مدرجات كأس العالم، فإنه أشعل الشماريخ، وتابع بأضواء الليزر عيون حراس مرمى الفرق المنافسة، كى يعيقها عن رؤية الكرة، كان هذا هو «تاتش» الألتراس الجزائرى، الذى كلف اتحاد الكرة فى بلاده غرامة مالية كبيرة فرضها الفيفا، رغم الأداء المميز والمشرف للفريق الجزائرى فى كافة مبارياته.

هذه بعض رسائل مدرجات كأس العالم، التى أرجو أن تستوعبها ملاعبنا.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات