لا وقت للمكايدة - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 4:24 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا وقت للمكايدة

نشر فى : الإثنين 7 أبريل 2014 - 9:10 ص | آخر تحديث : الإثنين 7 أبريل 2014 - 9:10 ص

هذا كلام قلته من قبل، واليوم أعيده لأذكر نفسى وأذكركم بحجم المخاطر التى تواجهنا خلال الفترة المقبلة، بعيدا عن المكايدة السياسية ومشاحنات فيس بوك وتويتر وانحيازات كل فريق فى مواجهة الفريق الآخر، ما يلقى بظلاله القاتمة على صورة المستقبل، ويجعل معجزة الرئيس المنتخب أيا كان، هى بث الأمل فى نفوس الناس.

أسميها معجزة لأن إدراكها لن يكون سهلا، فالمصريون بعد ثلاث سنوات من الثورة، وبعد أن خلعوا رئيسين وأزاحوا نظامين، ليسوا على ما يرام، وبدلا من تمجيد الثورة والفخر بها، فإن قطاعات واسعة حين تنظر إلى حالها، وتتكشف أمامها حقائق جديدة ودوافع متباينة لمن احتشدوا خلفهم فى الميادين، يتساءلون عن جدوى ذلك كله، وانعكاسه على أحوالهم المعيشية.

يواجه صانع الأمل فى هذا المناخ المفعم بالقلق والترقب تحديات كبرى:

نخبة مشوشة وقوى مدنية كثيرة الكلام قليلة الفعل، لم تتعلم ولا تنوى أن تتعلم من أخطائها، لم تفهم أن صراخها على الفضائيات وخناقاتها على صفحات الجرائد ليس هو منتهى السياسة، لم تستفد من دروس الانتخابات البرلمانية والرئاسية السابقة، حين أشعلت الفضاء الإعلامى والإلكترونى جدلا وعراكا، وحين حانت لحظة الجد، واحتكم المتنافسون إلى الصناديق، كانت الغلبة لآخرين، عرفوا كيف يخاطبون الشارع ويخطبون ودّه.

الإخوان وحلفاؤهم من الإرهابيين القدامى، هذا هو التحدى الثانى، هؤلاء سيعملون بكل قوة على عرقلة مسيرة أى رئيس، فهم لن ينسوا أبدا أن مشروعهم قضى عليه، وأن قادتهم يقبعون فى السجون، سيتواصل عنفهم وتتصاعد حماقاتهم، وسيكون على الدولة أن ترد بقوة على حماقات الإخوان وحلفائهم، ويصبح السؤال فى هذه الحالة: كيف نوقف العنف ونحاصر الإرهاب، دون أن يسيطر الهاجس الأمنى على المجال العام، فالإخوان يسعون بقوة إلى تصدير هذا الإحساس، ولا هدف لمسيراتهم ومظاهراتهم المولوتوفية وعنفهم فى الجامعات، إلا زيادة وطأة القبضة الأمنية، وحينها يضج الناس ويثورون، فيركب الإخوان الموجة، ونبدأ من جديد، مما قبل 25 يناير 2011، يعنى: نقطة ومن أول السطر، هذا هو مخططهم لو تعلمون.

سيكون على الرئيس القادم ثالثا، أن يواجه سقف طموحات مرتفعا، تقابله موارد طبيعية وبشرية متواضعة، وهنا بالضبط سر نجاح الرئيس الجديد ومكمن فشله.

عدد سكان مصر وصل إلى 94 مليون نسمة،وسنصل إلى 100 مليون خلال ثلاثة أعوام.

حصتنا من المياه مع بناء سد النهضة ستنخفض بمقدار 15 مليار متر مكعب، بما يعنى وقوعنا فى براثن حالة مريعة من الفقر المائى، وما يترتب عليها من تأثير مباشر على الزراعة والكهرباء، وقد يترتب على ما سبق دخول مصر فى حرب دفاعا عن حصتها.

فى مصر أكثر من ثلاثة ملايين طفل شوارع وأكثر من 17 مليون مواطن يعيشون فى العشوائيات، 20% منهم فى القاهرة وحدها.

بين كل 2 موظفين يعملون فى مصر، يوجد 5 يعطلونهم عن أداء عملهم، وثمانية لا يبالون بالأمر كله، يعنى بين كل 15 موظفا اثنان فقط يعملان، بحسب تقرير رسمى دولى.

هذا بعض ما ينتظر الرئيس المقبل وينتظرنا معه، والخلاصة : إما أن نبدأ العمل معا، أو نواصل المكايدة والمكلمة

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات