ضابط فرنسى يتحدث عن حقيقة الحرب فى سوريا - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 4:59 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ضابط فرنسى يتحدث عن حقيقة الحرب فى سوريا

نشر فى : الخميس 7 مارس 2019 - 9:10 م | آخر تحديث : الخميس 7 مارس 2019 - 9:14 م

نشر موقع Defense One مقالا للكاتب GIL BARNDOLLAR يتناول فيه تصريحات الضابط الفرنسى FrancoisــRegis Legrier عن معارضته للتحالف الدولى ضد داعش وسياساته فى المنطقة..
كتب العقيد «Legrier» مقالا تحدث فيه عن أن معظم الإجراءات والتدابير التى استخدمها التحالف الدولى لمحاربة داعش كان لها تأثيرات سيئة يمكن التنبؤ بها. فلماذا يصمت القادة العسكريون الأمريكيون؟
إن القادة العسكريين الأمريكيين والجنرالات المعاصرين كانوا غير راغبين إلى حد كبير فى انتقاد استراتيجية أو تكتيكات فشلنا فى مرحلة ما بعد خوض ما يقرب مما بين 9 و11 حربا. وعلى الرغم من وجود استثناءات، فإن القادة العسكريين غالبا ما يحتفظون بآرائهم لأنفسهم، حتى فى حالة التقاعد. لذا فنحن مدينون بالفضل للضابط الذى كان لديه الشجاعة الأخلاقية لوضع نفسه فى خط النار عندما يعود لوطنه.
الكولونيل «FrancoisــRegis Legrier»، قائد المدفعية الفرنسية التى تدعم القوات الكردية فى سوريا، قام أخيرا بمعارضة التحالف الدولى ضد تنظيم الدولة الإسلامية بسبب كراهيته ورفضه للخطر الذى يتعرض له المدنيون. وكتب قائلا: «نعم، لقد نجحت معركة «هجين»، بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم داعش، على الأقل على الأرض، ولكن من خلال رفضنا للمشاركة فى الاشتباك على الأرض، قمنا بإطالة أمد الصراع دون داعٍ، وبالتالى ساهمنا بشكل أو بآخر فى زيادة عدد الضحايا فى صفوف المدنيين».
كان هناك احتفال فى واشنطن حول مزايا «بصمتنا الخفيفة» فى التحالف الدولى لمحاربة داعش حيث لم يزد عدد الجنود فى سوريا فى أى وقت على 4000 جندى، وتم تحقيق أهدافنا من خلال القوات الكردية التى دعمناها. وكانت الخسائر فى صفوف القوات الأمريكية ضئيلة للغاية، حيث فقد سبعة جنود أمريكيين حياتهم فى سوريا حتى الآن. هذا ــ كما أخبرنا بعض الخبراء ــ هو مستقبل الحرب.
لقد أصبحت الجوانب السلبية لأساليبنا واضحة بشكل متزايد. نحن لا نتحكم فى وكلائنا، ولديهم أهداف سياسية وعسكرية قد تكون متعارضة مع الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة فى المنطقة. لا تستطيع وحدات حماية الشعب الكردية فى سوريا، بكل قوتها القتالية، أن تهزم الجيش التركى الذى يواجهها، وهو جيش تركى حليف للولايات المتحدة فى حلف الناتو. فى وقت سابق من تدخلنا العشوائى فى سوريا، ربما لم يقاتل الوكلاء المختلفون للولايات المتحدة بعضهم البعض. لكن القوات التى تدعمها وكالة المخابرات المركزية تحالفت مع تنظيم القاعدة فى سوريا، وهى نتيجة يمكن التنبؤ بها تماما. وبالعودة إلى الوراء، فإن وكلاءنا فى جنوب فيتنام افتقروا فى النهاية إلى الإرادة للفوز، بينما أصبح بعض وكلائنا الأفغان فى ثمانينيات القرن العشرين مساهمين فى الإرهاب الدولى.
ما أشار إليه العقيد FrancoisــRegis Legrier» هو أننا لا نحتاج حتى إلى النظر إلى هذه التأثيرات الجانبية لنرى الجانب السلبى لأسلوبنا. بدلا من القيام بالعمل مع جنودنا، اخترنا تمكين وكلائنا من خلال التطبيقات الضخمة لقوة النيران الغربية. يمكن للذخائر الموجهة بدقة أن تقتل المدنيين بنفس السهولة مثل القنابل بدائية الصنع.. وأكد أن بضعة آلاف من أفراد المشاة الغربيين كان بإمكانهم القيام بعمل قصير فى الملاذ الأخير لداعش. بتكرار خطئنا الفج فى تورا بورا فى أفغانستان، اخترنا عدم توظيف قواتنا التقليدية فى القتال المستمر. «وهذا الرفض يطرح تساؤلا ألا وهو: لماذا يكون هناك جيش لا نجرؤ على استخدامه؟». العقيد Legrier هو من قدامى المحاربين الذين يفهمون تكاليف الحرب. ومن ثم فإنه إذا كان تنظيم الدولة الإسلامية بالفعل يشكل خطرا جديا على الغرب، إذا كان ينبغى التعامل معه بسرعة وحسم وبلا غموض حول قدرة واستعداد الغرب لتدمير أى هدف جهادى يمكننا العثور عليه.
ستستمر أسطورة الحرب الإنسانية على الرغم من إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا. حيث يخفى عدد قليل من الضحايا فى الولايات المتحدة مدى الدمار. يدعى البنتاجون أن هناك ما يقرب من 1100 قتيل مدنى عراقى وسورى جراء العمل العسكرى الأمريكى. تقديرات المراقبين المستقلين تتحدث عن خمس أضعاف العدد المعلن. إن استمرار ذلك هو وصفة لدورة مستمرة من القمع والمظالم والانتقام والفوضى. العراق وسوريا كلاهما يثبتان ذلك.
الحملة العسكرية لتحرير الأراضى التى يسيطر عليها داعش قاربت على الانتهاء إلى حد كبير. لكن الخطة التى أعلن عنها أخيرا لترك 400 جندى أمريكى فى سوريا تعد بالمزيد من ذلك.. وهكذا تظل أمريكا طرفا أساسيا يتسبب فى ضعف المنطقة، بينما تفتقر إلى القوة العسكرية للتأثير على الأحداث بأى طريقة لها معنى.
إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى
النص الأصلى : من هنا

 

التعليقات