مشارى العفاسى والبهتان - نادر بكار - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 2:48 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مشارى العفاسى والبهتان

نشر فى : الثلاثاء 7 يناير 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 7 يناير 2014 - 8:00 ص

قالوا: (سفيهنا وابن سفيهنا، وجاهلنا وابن جاهلنا) بعد دقائق معدودات من قولهم: (سيدنا وابن سيدنا، وعالمنا وابن عالمنا)!.. لا يشطحن بك خيالك، هؤلاء كانوا اليهود لما سألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رأيهم فى عبدالله بن سلام وكان إذ ذاك من أكابر علمائهم وأرفعهم قدرا، فلما واجههم بعبدالله بن سلام يعلن على الملأ إسلامه، انقلبوا رأسا على عقب إلى مذمته بنقيض ما خلعوا عليه من أوصاف فقالوا (سفيهنا وابن سفيهنا، وجاهلنا وابن جاهلنا)، فكان رد ابن سلام القاطع (ألم أقل لك يا رسول الله أن يهود قوم بهت؟).

بين غمضة عين وانتباهتها صار الشيخ مشارى راشد العفاسى عميلا خائنا منافقا شيخا للسلاطين ملحنا مغنيا إلخ فقط لأنه رأى بغير رأى الجماعة أو لأنه تجرأ ودعا للصلح بين المسلمين معتبرا ما يحدث فى مصر فتنة ينبغى أن يسعى العقلاء إلى إنهائها، وتناسى هؤلاء فى غمرة بهتانهم ــ على غرار تناسى أصحاب عبدالله بن سلام من قبل ــ كل فضل لمشارى أو سبق استفادت منه دعوتهم أو روج له شبابهم.

فكرت مليا قبل الإشارة إلى ما تعرض له مشارى من هجمة سفهاء الجماعة وأذنابها، خشية أن يحسب الرجل على تيار بعينه أو أن يظن البعض أنه استغلال للحدث نمرر من خلاله ما نريد من آرائنا، فأنا على يقين من أن مشارى العفاسى بمثابة وقف للمسلمين.. ولابد أن يظل على هذه الحالة بعيدا عن التحزب لفئة بعينها أو الانضواء تحت جناح تيار معين، لكن دخول د. وجدى غنيم القيادى ــ لا أقول الداعية ــ الإخوانى على خط التجريح والتخوين بل والتكفير أيضا حسم ترددى.

د. وجدى غنيم ما عهدنا عليه فى الفترة الأخيرة إلا السب والقذف بحق كل مخالفيه، بل لا أكاد أعرف أحدا خالفه وجماعته الرأى ثم سلم من فحش لسانه وقسوة أوصافه.. بالتأكيد وجدى غنيم الثمانينيات والتسعينيات قدم بذلا للدعوة الإسلامية وجهدا لا ينكره إلا جاحد لكنه لم يخل وقتها من اضطراب علمى وعقائدى تدركه عين النقاد وحدهم، لكن هذا الاضطراب ما لبث أن خرج من مكمنه واستعلن بسيل من التكفير والتحريض على العنف وتفسيق الناس وتبديعهم دون مستند شرعى واحد ولو كان واهيا حتى.

د. وجدى غنيم بعدما أغلظ للشيخ مشارى القول مجاريا سفهاء الإخوان فى بهتانهم، أضاف بصمته التكفيرية المميزة، فوصف الدولة المصرية بأسرها التى تقف فى مواجهة الإخوان بالكفر الصراح هكذا دون قيد أو شرط، جيشها شرطتها كل مؤسساتها، وبالتأكيد أفراد الشعب البسطاء الذين باتوا ينفرون من مجرد ذكر اسم الجماعة.. لا تسأل عن حزب النور تحديدا فهو على رأس القائمة!

كفر هؤلاء لأنهم أسقطوا رجل الجماعة الفاشل وانتفضوا على سياساته الخرقاء، فلن تنفعهم إذن صلاتهم ولا صيامهم ولا إيمانهم بالله وكتبه ورسله، هم كفار فى عين الرجل حتى يعلنوا توبتهم التى لم يذكر لنا شروطها حتى اللحظة، لذا فينبغى على مشارى وغيره أن يعلموا أن مسلمى الإخوان يواجهون كفرة مصر ممن سواهم.. فالحذر الحذر من الحديث عن طائفتين من المؤمنين أو أى شىء من هذا القبيل!