لا نريد باعة جائلين.. كفاية - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 7:36 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا نريد باعة جائلين.. كفاية

نشر فى : الإثنين 6 أبريل 2015 - 9:25 ص | آخر تحديث : الإثنين 6 أبريل 2015 - 9:25 ص

قلت لك فى الأسبوع الماضى، إن مصر بعد المؤتمر الاقتصادى ليست كمصر قبله، أو هكذا ينبغى ان تكون.

لا مزايدة فى القول، الحكومة ذاتها كانت أول من برهن عليه، حين أطلق رئيسها المحترم المهندس ابراهيم محلب مبادرة «مشروعك» من قنا فى اليوم التالى مباشرة لختام المؤتم ربرأسمال قدره عشرة مليارات جنيه، بهدف تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وحين أطلق قبلها بأسبوعين، ومن الصعيد أيضا، برنامج «تكافل وكرامة» والذى يستهدف توفير دخل ثابت لكبار السن والأسر الفقيرة، وبدأ بأسيوط ومنها إلى الأقصر وأسوان وقنا والجيزة خلال الأسابيع المقبلة، وأخيرا مشروع تنمية القرى الذى أعلن عنه وزير التنمية الإدارية أمس الأول، ويبدأ بـ157 قرية بتكلفة أكثر من أربعة مليارات جنيه.

ما ينقص هذه المشروعات هو الإعلام عنها، ليس بهدف الدعاية للحكومة، وإنما كى يعرف المستهدفون منها كيف يمكنهم الاستفادة من عوائدها، فكثير من الشباب لديه أفكار لمشروعات جيدة، لكنه لا يعرف كيف يحصل على التمويل، كما أنهم يسمعون عن برامج تدريب لمهن وحرف عديدة تقدمها وزارة القوى العاملة بالتعاون مع وزارات أخرى وبنوك وشركات خاصة، لكنهم لا يعرفون كيفية الالتحاق بها، وهل هى مقصورة على العاصمة فقط، أم تمتد إليهم حيث يقيمون.

مطلوب جهد إعلامى ودعائى أكبر لتحقيق أقصى استفادة من هذه المبادرات، خصوصا ونحن مقبلون على تنفيذ مشروعات بمليارات الدولارات خلال أسابيع.

ومادمنا نتحدث عن مصر جديدة بعد المؤتمر الاقتصادى، ومادمنا ننشد أفكارا خارج الصندوق، فأتصور أننا ينبغى أن نتحرك فى دعم المشروعات الصغيرة بطريقة مغايرة، فلا يكفى ان نمنح كل شاب قرضا عشرين أو خمسين ألف جنيه ليفعل بها ما يحلو له ونظن أننا بذلك أدّينا ما علينا، ثم ندخل فى الدائرة إياها، مشروعات فاشلة ومنتجات لا أحد يشتريها وقروض لا يستطيع الشباب تسديدها، وتبدأ لعبة القط والفأر بين البنوك والمقترضين، كما جرى الحال طوال سنوات بين الصندوق الاجتماعى للتنمية وشباب الخريجين.

كما أننا لا نريد أن نحوّل خريجى الجامعات إلى باعة جائلين، فعندنا منهم ما يكفى.

نريد مشروعات حقيقية تقدم منتجات نوعية مميزة تحتاجها السوق المحلية والعالمية، وهو أمر قد لا يحققه شاب بمفرده أو حتى خمسة مجتمعين، الأمر يحتاج رؤية أوسع، تسمح بالاستفادة من قدرات الشباب وتوفر لهم مصادر كريمة للدخل من ناحية، وتزيد من الناتج القومى ودخل البلاد من العملة الصعبة من ناحية ثانية.

نريد أن يكون مئات الشباب ملّاكا أو مساهمين كبارا فى مصانع لتدوير القمامة مثلا، نريد ورشا مجمّعة لإنتاج الجلود أو الملابس أو الأحذية أو الموبيليا أو لعب الأطفال أو قطع غيار السيارات أو تصنيع المنتجات الزراعية بأسعار منافسة داخل مصر وخارجها.

لا يعنى هذا أن تكون الحكومة شريكا فى الإدارة، ولا أن يكون للمحليات سطوة من أى نوع على أحلام الشباب، هذا آخر ما أسعى إليه.

ما أريده هو أن تكون مخططا ومرشدا ومنسقا بين الجهود، وأن تتدخل فقط لتذليل الصعاب عند اللزوم، كما يمكنها أن توفّر دراسات جدوى تضع خصائص كل إقليم وما يتميز به أمام المستثمرين الصغار، كى يختاروا بأنفسهم خطوتهم التالية.

بالمناسبة، أتيح لى أن استمع إلى عشرات الأفكار والمبادرات الشابة المبهرة، دخل بعضها حيز التنفيذ فعلا بمجهودات أصحابها وقروشهم القليلة، وبالتعاون أحيانا مع بعض الوزارات والشركات الخاصة.

ما نطمح إليه هو تنسيق الجهود ودفعها فى الاتجاه الصحيح.

تفاءلوا.. غدا أفضل بإذن الله.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات