دموع السيسى - أشرف البربرى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 4:37 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دموع السيسى

نشر فى : الخميس 6 مارس 2014 - 6:50 ص | آخر تحديث : الخميس 6 مارس 2014 - 6:50 ص

قبل أيام قال وزير التعليم العالى السابق حسام عيسى إن المشير عبدالفتاح السيسى كان يخبط على مائدة اجتماعات مجلس الوزراء ويرتفع صوته بشدة عندما يتعلق الأمر بالفقراء والعدالة الاجتماعية. ثم جاء الصحفى مصطفى بكرى ليقول إن عيون المشير اغرورقت بالدموع عندما تحدث عن الفقراء وسكان العشوائيات. فالحقيقة أن أيا من الرجلين لم يقل لنا كيف ينظر الرئيس «المرتجى» للفقراء، ولا كيف سيخرجهم من دائرة الفقر.

وقد كان يجب على الرجلين وغيرهما ممن يحلمون لواء تسويق المرشح الرئاسى المحتمل باعتباره منقذ البلاد وأملها المرتجى أن يقولوا للمشير شعار إحدى أنجح الحملات الإعلانية «تعاطفك لوحده مش كفاية» يا سيادة المشير. ولكن للأسف الشديد نحن الآن أمام محاولة محمومة لتقديم رئاسة مصر على طبق من ذهب للسيد عبدالفتاح السيسى حتى دون أن يكلف نفسه ويطلب هو ذلك.

إن كل ما خرج عن المرشح المرتقب لانتخابات الرئاسة حتى الآن بالنسبة لموقفه من الفقراء على وجه التحديد يشير إلى اعتزامه تحميلهم المزيد من المعاناة والألم تحت شعار «من أجل بناء المستقبل». ففى كلمته الأخيرة أعاد المشير الحديث عن فقر مصر وسوء أحوالها وعن ضرورة التضحية وتحمل المعاناة، مع أن خبراتنا مع مثل هذه العبارات سيئة للغاية لأننا نجد أنفسنا بعدها أمام قرارات وسياسات تزيد معاناة الفقراء وتحملهم الجزء الأكبر من ثمن أى إصلاح.

ومما يزيد الأمر سوءا أن الله رزق «المرشح المحتمل والفائز المؤكد» بمجموعة من مرتزقة الإعلام والسياسة الذين يصرون على تصوير رئاسته للبلاد تنازلا من جانبه ونزولا على رغبة الشعب دون أن يكون مطالبا بتقديم أى برامج أو تعهدات يمكننا محاسبته عليها خلال رئاسته للبلاد.

ليس هذا فحسب بل إن دراويش السيسى وبطانته يحرمون الرجل من أحد أهم مقومات النجاح وهو النقد البناء لرجل اختار أو اختاروا له أن يكون رئيسا للبلاد، فلم نر منهم طوال الشهور الماضية أى إشارة إلى أخطاء أو حتى هفوات الرجل وكأننا أمام «صاحب عصمة» لا يأتيه الخطأ من بين يديه ولا من خلفه. لم يقل أحد من هؤلاء إن المشير أخطأ فى خطاب التفويض مع أن بسطاء الناس قالوا إن «وزير الدفاع لا يحتاج إلى تفويض لمحاربة الإرهاب والمخاطر التى تهدد الأمن القومى للبلاد»، لأن هذه هى وظيفته التى يتلقى أجرا مقابلها. ولم يقل له أحد أنه أخطأ عندما بارك بالحضور الإعلان عن جهاز علاج الإيدز وفيروس سى دون أن يمر بالاختبارات العلمية المتعارف عليها عالميا. ولم يقل له أحد أنه أخطأ بقراره الاستمرار فى الحكومة رغم أنه حسم أمره بالترشح لكى يفرض على البلاد تعديلا وزاريا ثانيا خلال أيام قليلة.

إن منح أى شخص شيكا على بياض لحكم مصر هو خيانة للوطن وخيانة للثورة التى لم يعد الكثيرين يحبونها بل وخيانة لهذا الشخص نفسه تدفعه نحو الفشل أكثر مما تدفعه إلى النجاح مهما كانت شعبيته الحالية.

التعليقات