سعر الصحفى المصرى! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:52 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سعر الصحفى المصرى!

نشر فى : السبت 5 ديسمبر 2009 - 10:26 ص | آخر تحديث : السبت 5 ديسمبر 2009 - 10:26 ص

 ما هو السؤال الجوهرى الذى ينبغى أن يشغل بال كل صحفى مصرى «مشتغل» وهو يدلى بصوته غدا الأحد لاختيار نقيب الصحفيين الجديد؟

الطبيعى أن تتنوع الإجابات طبقا لموقف كل صحفى واهتماماته، ورؤيته، لو فكر العضو فى أن الحياة تبدأ وتنتهى بحجم «البدل» وكرتونة الزيت والصابون وجهاز الكمبيوتر و«بدلة المحلة» فقد رضى لنفسه أن يصبح موظفا، وفى هذه الحالة فعلينا ألا نستغرب أو نندهش من تكرار حجم «السقوط الإعلامى المشين» الذى صاحب الأزمة الأخيرة مع الجزائر، لكن لو فكر عضو آخر وهو يدلى بصوته أنه يستطيع أن يساهم فى تغيير المعادلة المختلة التى جعلت قطر مثلا أكثر تأثيرا من القاهرة فى كثير من الملفات، ففى هذه الحالة نكون قد بدأنا فى وضع أولى خطوات علاج الحالة الإعلامية المصابة بأمراض مزمنة، وتقليل نسبة «الانحطاط شبه التام» التى نعيشها.

رب ضارة نافعة، فتوقيت انتخابات نقيب الصحفيين بعد أيام قليلة من أزمة الجزائر، ينبغى أن يلفت نظر الصحفيين إلى الكارثة التى نعيشها.

الخدمات مهمة، والصحفى لكى يؤدى دوره ويبدع ويتألق ينبغى أن يعيش حياة كريمة، لكن ذلك ليس كل شىء.. من سافر وعمل فى صحف عربية يدرك حجم تراجع الدور المصرى عددا وتأثيرا، ومن يشاهد الفضائيات يعرف تماما إلى أى درك انحدرنا.

.. وعندما يصبح بضعة لاعبى كرة سابقين ــ بعضهم قد لا يكون حاصلا على الإعدادية ــ هم الذين يقررون ويحددون سياسة مصر الإعلامية وعلاقتها الإقليمية والدولية، وعندما يخرج إعلامى ليقول علنا: «اقتلوا أى جزائرى تصادفوه فى الشارع»، وعندما يرتضى كثير من الإعلاميين السير فى ركاب القطيع وإدمان تلقى «التوجيهات»، عندما يحدث كل ذلك، علينا ألا نلوم إلا أنفسنا كصحفيين وإعلاميين، «لأننا رضينا بالبدل، والهم لم يرض بنا».

الاختيار غدا فى جوهره ليس بين أشخاص، بل ينبغى أن يكون بين برامج ومواقف والأهم بين من يريدون مستقبلا يليق بتاريخ الصحافة المصرية، ومن يريدونها أن تستمر فى حالتها المستقرة الراهنة المتكلسة التى تجعل رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الصحيفة القومية «ظل الله فى الأرض».

مكرم محمد أحمد صحفى من طراز رفيع قدم للمهنة خدمات جليلة، وانحاز كثيرا للمهنة على حساب علاقته أحيانا بالحكومة، لكنه فى برنامجه الانتخابى المطبوع يقول بالنص «تاريخى أصبح خلفى وليس أمامى».

تقديرى الشخصى المتواضع الذى لا يلزم أحدا ولا يمثل إلا نفسى أننا نريد شخصا تاريخه أمامه، شخصا لديه دافع للنجاح والإنجاز، شخصا لا يشعر أنه حقق كل شىء ولا يريد جديدا، شخصا يستطيع مفاوضة الحكومة من مركز قوة الجمعية العمومية، ولا تشعر الحكومة أنه لا خوف منه، لأنه فى جيبها، شخصا قادرا على تحقيق المعادلة الصعبة بين كرامة الصحفيين المعيشية وكرامتهم المهنية كقادة رأى. لا نريد للمعركة الانتخابية أن تتحول إلى مجرد «كم حصل هذا الشخص من نقود للصحفيين.. هل هان الصحفى ليصبح سعره 15 دولارا، هل فشلنا حتى فى بيع أنفسنا بسعر أفضل من 80 جنيها وشقة 67 مترا بجوار مدافن أكتوبر؟!

إذا كانت الحكومة قد غيرت كل رؤساء التحرير كبار السن وجاءت بصحفيين شباب ــ بغض النظر عن كفاءة بعضهم ــ ألا يحق لنا نحن الجمعية العمومية أن نقلد الحكومة ولو لمرة واحدة، ونختار شابا نقيبا؟!

غدا سأعطى صوتى لضياء رشوان أملا فى مستقبل أفضل للصحافة المصرية.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي