الرئيس يرتجل - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 11:47 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرئيس يرتجل

نشر فى : الإثنين 5 نوفمبر 2012 - 8:20 ص | آخر تحديث : الإثنين 5 نوفمبر 2012 - 8:20 ص

لا يتوقف الرئيس مرسى عن مفاجأتنا كلما غدا أو راح، فبعد الكشف عن تفسيره المدهش للآية الكريمة «إنما يخشى الله من عباده العلماء»، والتى ذهب فيها إلى أن الله يخشى العلماء خشية تقدير وتوقير، وهو تفسير يخالف ما انتهى إليه جمهور المفسرين الذين قالوا إن فى الآية تقديم وتأخير، أى أن العلماء هم الذين يخشون الله، وهو ما يوضحه ضبط نهاية الكلمة (مرفوعة بالضمة)، يفاجئنا فى خطبته بأسيوط الجمعة الماضية بدعوة الشعب إلى ثورة جديدة ضد الفساد والمفسدين.

 

 لا يمكن التعامل بخفّة مع هذه الدعوة لأنها صادرة عن أكبر رأس فى البلد، كما لا يمكنك أن تطرد عن ذهنك صورة القذافى حين بلغه أن الشعب خرج فى ثورة ضده، فقرر أن يخرج فى ثورة ضد الشعب، وظهر على الفضائيات حاملا سلاحه وهو يصرخ: ثورة ثورة.

 

دعك من حالة القذافى، فهى حالة كاريكاتورية لا تليق برئيس مصر، إلا إذا كان مرسى يخشى ثورة قادمة فقرر هو أن يبادر بثورة مضادة يحشد لها أهله وعشيرته وإخوانه، لكن أكثر ما يدهش فى دعوة مرسى أنها صادرة عن رئيس يجمع بين يديه سلطات لم تتوفر لأى حاكم مصرى فى أزهى عصور الديكتاتورية، فالرجل يمسك بالسلطات التنفيذية والتشريعية والرقابية، وهو رئيس الجيش والشرطة والإعلام والمحافظين والمحليات واتحاد الكورة، فما الذى يمنعه من القضاء على الفساد، وما الذى ينقصه كى يبرهن لنا على جدارته بالمنصب؟

 

سأقول لك..

 

الرئيس وحكومته وجماعته واقعين فى «حيص بيص»، لا يعرفون ماذا يفعلون، خاصة بعد أن أدرك الناس خدعة مشروع النهضة وخرافة المائة يوم، وزادت معاناتهم مع مشاكل العيش والنظافة والبوتاجاز والمرور والأمن، والتى قيل لهم أيام الانتخابات إن القضاء عليها أسهل من شكة الدبوس، فلما جرى ما جرى ،لم يجد الرئيس وجماعته الحاكمة سوى هذه الحيل البليدة، التى يدغدغون بها مشاعر العامة بخطاب شعبوى زائف لا صلة له بالمستقبل ولاحتى بمشاكل الناس اليومية، وأرجو أن تلاحظ أن الحديث عن القصاص ودم الشهداء والفلول والخلايا النائمة والمتربصين، وغيرها من المعانى التى تم ابتذالها حتى الثمالة، تحضر بقوة فى «الزنقات» من هذا النوع، ويتم العزف عليها جماعيا فى إعلام الجماعة (مبارك سابقا)، فضلا عن «صولوهات» فضائية يتولاها العريان والبلتاجى والبرنس، وقد نبهتك من قبل إلى أوراق تلقيها الجماعة الحاكمة عند الضرورة بهدف إلهاء الناس عن فشلهم الذريع، وتحويل غضبهم إلى اتجاه آخر، وقلت لك إن ملفات شفيق والمشير وعنان لم تغلق، لكن سيتم استدعاؤها حين الحاجة إليها... فانظر وتدبر.

 

هامش...

 

يقول شاعر :

 

لا ذنب لى فيما فعلت أنى / رقصت للقرد فى دولته

 

من كرم النفس أن تراها/ تحتمل الذل فى أوانه

 

وقال كسرى لترجمانه :

 

إذا زمان الأسود ولّى / فارقص مع القرد فى زمانه

 

ويقول أبو تمام:

 

لابد يا نفس من سجود / فى زمن القرد للقرود

 

لكن وحيد حامد قررألا يرقص فى دولة القرود.

 

 

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات