فى أوقات الشك.. - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى أوقات الشك..

نشر فى : الثلاثاء 5 يوليه 2011 - 8:50 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 5 يوليه 2011 - 8:50 ص

 ● مبدئيا الفارق بين النقد والتنوير وبين النقد والتحريض، هو الفارق بين أن تكون رؤية الناقد لضربة الجزاء التى أهدرها أحمد جعفر، رياضية وأنها أفقدت الزمالك ثلاث نقاط، وهو الفارق بين أن تكون رؤية الناقد تآمرية ويحرص على بثها ونشرها ونثرها فيرى أن طرد شيكابالا كان سببا وحيدا لخسارة الزمالك نقطتين مع أن شيكابالا حصل على إنذار أول، ونال الثانى لأنه أساء السلوك تجاه الحكم، أو يرى إعلامى أن سمير عثمان أضاف 7 دقائق للأهلى مع سموحة، ولا يرى أن فهيم عمر أضاف 6 دقائق للزمالك مع الاتحاد.

● واضطر آسفا أن أسجل بأنى أعرف ما قاله خبراء التحكيم ومنهم جمال الغندور وعصام عبدالفتاح، بشأن قرارات فهيم عمر وسمير عثمان فى المباراتين، وبأنهما وقعا فى أخطاء، ومنها يتعلق بتحرك لاعبى الاتحاد وحارس مرماه عند تسديد جعفر للضربة، لكن هناك العديد من الضربات أيضا تحرك فيها لاعبون وحراس ولم يعلق عليها أى خبير من خبراء التحكيم، ولا يبرر ذلك أن الوقت كان حاسما والمباراة فاصلة، فالقانون لا يعرف توقيتا يطبق فيه بنصوصه، ولا يعرف فرقا يطبق خصيصا من أجلها.. القانون كل الوقت ولكل الفرق.. أعرف أيضا أنه فى أوقات الشك، وحين تعلو رايات الغضب والاحتقان يجب أن تكون اختيارات لجنة الحكام دقيقة.. وفى أوقات الشك وحين يعلو صوت التعصب يجب أن تكون توقيتات لجنة المسابقات دقيقة وصارمة فلا تتأخر بداية مباراة عن أخرى لأى سبب، حتى لا يستخدم هذا التأخير لأى سبب.. فلماذا بدأت مباراة الأهلى متأخرة بضع دقائق عن مباراة الزمالك.. أليست تلك من مسئوليات لجنة المسابقات؟

● أكتب هذا الكلام بألم وليس بقلم، لأنه يرسخ سوء الإدارة، وسوء التنظيم وسوء التقدير.. أكتب هذا الكلام بأسف لأنه يرسخ يأسى من انصلاح الأحوال والأخلاق، لاسيما أخلاق المهنة وضميرها، ولا توجد سلطة واحدة سوى الضمير المهنى.. والضمير مكنون ومدفون، ويبدو مثل علاقة الإنسان بالدين، فإما يكون عبدا مخلصا باليقين، وإما يكون منافقا ومدعيا، فيؤدى الصلاة ولكنها لا تنهيه عن الفحشاء والمنكر.. أحاول أن أنقل فكرة الضمير ومعناها.. فنتائج التحريض، تسير بنا إلى كارثة، إن لم تقع اليوم فسوف تقع غدا، وإن لم تقع هذا الموسم، فستكون فى موسم قادم..

● فى أوقات الشك والتعصب والاحتقان والبحث عن نسب المشاهدة، ينتشر التحريض، ويتوارى التنوير.. لكن من يملك سلطة إيقاف ذلك التحريض أو الحد منه.. سوى الضمير؟.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.