فن صناعة الأعداء - نادر بكار - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 4:25 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فن صناعة الأعداء

نشر فى : الثلاثاء 3 ديسمبر 2013 - 7:25 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 3 ديسمبر 2013 - 7:25 ص

يبدو أن حكومة الببلاوى مُصرة على الوقوع فى براثن نفس الأخطاء الفادحة التى وقعت فيها حكومة قنديل ــ وكان من ورائها جماعة الإخوان بطبيعة الحال ــ لا تكاد تترك منها خطأ واحدا... وربما من أعظمها فداحة اكتساب عداوات جديدة مع كل إشراقة شمس.

صناعة الأعداء كان فنًّا أتقنه نظام مرسى بصورة مذهلة، مع كل قرار وعند كل توجه كان يفتح على نفسه أبواب عداوات جديدة ليس فى الداخل فقط بل وحتى على المستوى الدولى... والغريب أن النظام وقتها لم يكتف بذلك، بل سعى باقتدار فى المرحلة التالية لصناعة الأعداء إلى إعطائهم جميعا المبرر الكافى ليحتشدوا ضده فى خانة واحدة ينسون فيها أو يتناسون خلافاتهم ولو مؤقتا لتتوحد جهودهم باتجاه إزاحة خطر يتهدد وجودهم.

واليوم تطبقون الأمر ذاته باقتدار، وكأن الحلول السياسية ومحاولة تصفير المشاكل أصبحا من مبادئ عالم الأساطير.

أصررتم على تمرير قانون التظاهر ضاربين بعرض الحائط كل ملاحظة أبدتها القوى السياسية والشبابية فآثرتم حفيظة هؤلاء جميعا من قبل أن يُطرح القانون للتنفيذ، ثم لما صار أمرا ًواقعا ًخلقتم عداوة أشد ضراوة ًمع القوى الثورية وطلاب الجامعات وكل من استشعر خطورة ًعلى «آلية التظاهر» نفسها بعدما رأوا من تعامل أجهزة الأمن سواء فى أحداث الشورى أو فى غيرها.

إلقاء القبض على فتيات فى أعمار الزهور والزج بهن فى السجون يجاورن المجرمات والساقطات، وكل تهمتهن التظاهر فى السابعة صباحا؛ ثم الحكم عليهن بالسجن إحدى عشرة سنة كاملة، ومن قبلهن كان الحكم على فتيان جامعة الأزهر بسبعة عشر عاما... لا أقول لك صنعت من كل هؤلاء وذويهم وجيرانهم أعداء؛ بل إنك أوغرت عليك صدر كل أم، وجعلت الدماء تغلى فى عروق كل حر؛ وألهبت حماس كل شاب... أتحدث عن سليمى الفطرة بالتأكيد، كل هؤلاء استعديتهم وحشدتهم ضدك ليس للآن فقط، بل جعلتهم يتحسبون منك كل شر وغدر .

حتى المعارض الشريف الذى ينتقد وعينه على المصلحة العليا لا يبرحها، تُسكتونه ولا تعبأون بنصحه، بل وتتبارى القنوات الإعلامية فى تجريحه والنيل منه على طريقة (من اعترض انطرد)... وبالمناسبة هى نفس القنوات التى لما استشعرت ضعف الحكومة وقلة حيلتها قلبت لها ظهر المجن وانهالت عليها طعنا وتجريحا... وهذا شأن «المطبلاتية دائما؛ تهليل لكل قرار واستئساد على كل مخالف فى الرأى، فإذا لاح الإخفاق من بعيد كانوا أعلى الناس صراخا وأسرعهم إلى الفرار هرولة وأبعدهم عن السداد رأيا!