كلهم ولاد أبوإسماعيل - عماد الغزالي - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 5:04 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كلهم ولاد أبوإسماعيل

نشر فى : الإثنين 4 يونيو 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 4 يونيو 2012 - 8:18 ص

لم يكن مرسى أو شفيق بين تفضيلاتى لمرشحى الرئاسة، وإن كنت تحسن الظن بى وتتابع ما أكتب، فأنت تعرف أننى اخترت الدكتور محمد سليم العوا، وبرغم أنه حصل على أقل من ربع مليون صوت، فإننى فخور بهذا الاختيار، ومازلت أرى أنه لو أراد الله ببلدنا خيرا، لكان هذا الرجل وأمثاله فى الصفوف الأولى من قياداتنا السياسية والتنفيذية.

 

تأكدت من حسن اختيارى عقب إعلان النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة، وكنت أثق طبعا، وفق شواهد قدمها الإعلام واستطلاعات الرأى، أنه لن يكون ضمن المربع الذهبى، لكننى اخترته بصرف النظر عن حظوظه، فيما ذهب كثيرون ممن يقدرونه ويرون فيه نموذجا لرجل دولة تحتاجه بلادنا فى هذه المرحلة، إلى مرشحين آخرين، قدّروا أنهم أوفر حظا وأقرب للفوز بالمنصب.

 

على كل حال ليس هذا ما أكد لى أننى أحسنت صنعا بالتصويت له، إنما مواقف المرشحين المتنافسين الخاسرين، فهم جميعا باسثناء العوا وعمرو موسى أعلنوا عدم قبولهم لنتيجة الانتخابات، بل إن بعضهم أعلن أنه لن يقبلها حتى قبل أن تبدأ (مرسى وأبوالفتوح وحمدين)، وصرحوا مباشرة أو عبر وسطاء، بأن فوز شفيق يعنى أن الانتخابات تم تزويرها،وهددوا بإشعال ثورة ثانية فى حالة فوزه، وهو ما يعنى أنهم يرفضون الاحتكام إلى صناديق الانتخاب إلا لو جاءت بهم، وأنهم لا يحترمون رغبات الناس، وأن ما يرددونه عن إيمانهم بالديمقراطية وتداول السلطة والاختيار الحر، ليس أكثر من شعارات انتخابية تضمن لهم العبور إلى قصر الرئاسة.

 

ولذلك، ما أن أعلنت النتائج، حتى سارعوا إلى التشكيك فيها، برغم أن المراقبين الدوليين والمحليين أكدوا نزاهتها، وأن ما شابها من أخطاء قليل ومعتاد، ولا يؤثر على النتيجة النهائية، فكيف يمكن أن يكون رئيسا لمصر من لا يحترم القانون ويستهين بإرادة الناخبين، لمجرد أنها لم توافق هواه، وما الفرق بين هؤلاء وما فعله حازم أبواسماعيل حين تم استبعاده من الانتخابات بسبب جنسية والدته الأمريكية، فقرر وأنصاره عدم الاعتراف بهذا الإقصاء، فى تحد صارخ للشرعية والقانون.

 

يعرف مرشحو الميدان أن عدم قدرتهم على التوافق هو الذى قادنا إلى هذه اللحظة الصعبة، لكنهم لا يريدون أن يعترفوا بأخطائهم، وبدلا من السعى لتداركها بتحقيق اصطفاف وطنى حقيقى، والاتفاق على قائمة مطالب ملزمة لأى من المرشحين، تضمن تحقيق أهداف الثورة وتحترم فى الوقت نفسه إرادة الناخبين، فإنهم يصرون على السير على خطى ولاد أبواسماعيل وصياحهم الشهير: لازم حازم.

 

إلى هؤلاء أنقل ما كتبه الدكتور محمد غنيم على تويتر: «كل الدعوات لمليونيات عزل شفيق والاعتصامات ومظاهرات الاحتجاج على نتيجة الانتخابات.. تصب فى مصلحته».

يارب نفهم.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات